الرئيس القائد والقائد الرئيس


رغم المحن والمؤامرات الكثيرة والمتواصلة التي عصفت بقضيتنا الفلسطينية العادلة ، بهدف وئدها وإخراجها من عقل ونبض وذاكرة شعبنا الفلسطيني الحي ، ومن ضمير ووعي وعدالة العلم الحر المؤيد لقضيتنا والداعم بكل صدق ومصداقية لشعبنا ، ورغم الخلافات والانقسامات التي صبت بخانة إضعاف قضيتنا وصراعنا مع عدونا الإسرائيلي الذي لا يرحم ، ويتحين الفرص من اجل تنفيذ أجندته ومخططاته الاحتلالية والاستيطانية ، ولسرقة الإرث والموروث الفلسطيني ، ولتهويد مدينتنا المقدسة عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة ، فإن قضيتنا العادلة وشعبنا المناضل في كل أمكان تواجده لا شك عرف كل هذه المصاعب والمحن وخبر كل المؤامرات ومحطاتها ، لذلك هو ورغم كل التحديات متماسكا ممسكا بتلابيب قضيته وبكل حقوقه وثوابته ، ناقلا الحق والمطالبة به من جيل إلى جيل ، مكذبا أسطورة ذهاب جيل النكبة الذي عاش ظروف القضية ومحطاتها وفصولها ، ومجيء أجيال وبحكم الواقع لا تعرف ولا ترتبط بالقضية ، ومبدلة الحقوق بإغراءات ظنّ بتقديمها سبيلا لمجيء هذه الأجيال المنتظرة إسرائيليا كما تنبأ قادتها وزعمائها وفلاسفتها ، وأثبت شعبنا بكل أجياله وأينما كان سواء داخل الوطن أو خارجه زيف وكذب ودجل كل هذه المقولات والفرضيات والنظريات الإسرائيلية التي أجهضها شعبنا المناضل المتمسك بحقه بالحياة والمؤمن بحقوقه كافة وثوابته غير منقوصة . 

وبتاريخ قضيتنا الحديث بعد انطلاق ثورتنا الحديثة المباركة ، التي انطلقت كثورة لاجئين من أجل الحرية والعدالة والعودة وتقرير المصير ، مدعومة بمشاركة كل قطاعات وجماهير شعبنا في كل أنحاء الوطن والشتات ، ومن الشعوب العربية والصديقة ، وشعوب العالم الحر المؤيد لعدالة قضيتنا ، قاد مسيرتنا قادة عظام ما أزيحوا ولا أزاحوا أنفسهم وبأي حال من الأحوال وتحت كل الظروف المشروطة والضغوطات ، وبقوا في خندق الشعب لهم ما له وعليهم ما علية ، كان من بينهم شهداء عظام زينوا مسيرة قضيتنا المسك والرياحين وجملوها بالمواقف الوطنية التي ظلت نبراسا لمن يهتدي ويريد ، وعظام ما زالوا نابضين بالحياة والثورة والنضال على طريق الحق من أجل الوصول للنصر المبين ، قادة صدقوا الله وشعبنا ما عاهدوا شامخين بوجه كل الضغوطات ثابتين على الحق متمسكين بكلها وثابتين على الثوابت . 

ومن بين قادتنا الذين نفتخر ونعتز بهم الأخ الرئيس القائد محمود عباس أبو مازن الذي ورغم كل للضغوط وبمراحل ومفاصل كثيرة ومختلفة لثنيه عن القيادة الصادقة المخلصة لقضيتنا وشعبنا بقي ثابتا متمسكا بحقوق شعبه ، فقد امتاز الرئيس القائد الأخ محمود عباس ( أبو مازن ) بقدرته التفاوضية لقدرته وتمكنه السياسي وبعده الثوري النضالي ، التي كثيرا كان يراد لها إسرائيليا أن تنتهي بمحطات معينة حسب رؤيتها لمفهوم السلام ( الاستسلام ) ، أو مدموغة فلسطينيا بالفشل كما تتمنى وتعمل ، لتقول للعالم الذي بدأ ينفك من حولها وتتغير نظرته تجاهنا ، وبدأ يؤمن بعدالة قضيتنا وبضرورة حلها حلا عادلا يضمن كافة حقوق شعبنا المشروعة التي كفلتها وضمنتها المواثيق والشرعيات الدولية والعربية والإسلامية وغيرها من الشرعيات والتكتلات العالمية ، لتقول له ها هاو الشعب الفلسطيني الذي تتعاطفون معه وحذرناكم منه هو المسئول الوحيد والمباشر عن سحب العالم للمجهول الأمني ، والوحيد المسئول عن تخريب جهود العالم لتحقيق سالم عادل في الشرق الأوسط والعالم ، مع أنّ العالم بأسره وعلى رأسهم أمريكا وبكل الدلائل والوقائع والإثباتات يعلمون علم اليقين إنّ إسرائيل هي المسئولة مسؤولية مباشرة عن تخريب أمن العالم ومحاولات سحبه للحروب وللمجهول . 

وفلسطينيا دائما نعتز ونفتخر به لأنه القائد الرئيس الذي يبذل كل محاولاته المتواصلة والخيرة والصادقة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ، وبمقدمتها إنهاء ظاهرة الانقسام المزعجة بين شقي الوطن ، والتي أريد لها شق صف شعبنا الواحد والتي رفضها شعبنا ويطالب بإنهائها ، ولا شك كل هذه الظاهر الانشقاقية والخلافية غير البناءة التي أثرت على صمود مسيرة قضيتنا وعلى رؤية الكثير من الأصدقاء بالعالم تجاه عدالتها وحقوق شعبنا وثوابته المشروعة . 

وها هو وبفضل وعي جماهيرنا وحكمة قادته وتبصر فصائله وقواه ، قد حقق ما أراده شعبنا وتمناه ، حيث وبإصراره على تحقيق المصالحة مهما بلغت التحديات والضغوطات والمعيقات تحققت ، والجميع الفلسطيني والعربي والحر المؤيد لقضيتنا والمتعاطف مع شعبنا ينتظر المزيد من الكل الفلسطيني لترجمة نصوص وثيقة غزة التي وقعها الأخوة أخيرا ، وجعلها أهزوجة فلسطينية جديدة تنطق بالوحدة والأمل من أجل الحرية والتحرير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

عطا الله خيري سفير دولة فلسطين