بعد توجيهات الملك

 

بعد توجيهات الملك

 

 جلالة الملك اشار بحديثه للسلطات الثلاث بظرورة إجراء اصلاحات سياسية شاملة وسريعة ، واضعاً الكرة بمرمى الاحزاب السياسية لتحمل المسؤولية مستقبلاً ، وان تنتقل الاحزاب السياسية من دور العتب والتشكيك بالثوابت الوطنية ، لدور العمل والانجاز ان استطاعت ان تكتسب ثقة الشارع ببرامجها السياسية ، التي لم  تواكب تطور الدولة السريع ،   فالدولة الاردنية رغم ضعف الموارد تفوقت على نفسها بحجم المكتسبات وتحقيق الكثير من الطموحات ، والاحزاب الاردنية لا زالت تراوح مكانها عند الاعتراض فقط.

 

اذا فالاحزاب ستقوم بتشكيل الحكومة مستقبلاً .....فهل احزابنا تستطيع ادارة امور البلد ، وهل تستطيع ان تلعب دورا لا يبرح بطولات المعارضة والتصدي لما تقوم به الحكومة ، وهل طورت طرق الكسب الحزبي والثقافة الحزبية وصولاً للبرنامج الحزبي لتحمل على عاتقها مستقبلاً مسؤولية ادارة شؤون العباد .

 

 اصبح الاصلاح السياسي مطروح للنقاش وقيد العمل ، فلما تكرار المسيرات وافتعال الاحداث والاصرار على ( الحركشه ) بالحكومة ، وانتظار عطسه رجل امن لنعود ونعترض من جديد بان سقف العطسات محدود بالبلد .

 

 ففي طيات ضمير كل اردني غيور خائف على وطنه الذي يحيا ويعيش ، هناك فسحه من الرعب من الانجراف خلف المهاترات السياسية الجوفاء ، للبحث عن تسجيل المواقف وخلق شخصيات كرتونيه تظهر بدور المعارض ، فهذه الشخصيات اصبحت تعشق التقليد وتبحث عن نقل تجارب حصلت بدول عربية ، متناسيه تلك الشخصيات خصوصية موطني الاردن من حيث الموقع الجغرافي والنسيج الاجتماعي المتين .

 

فخلف هذه الشخصيات تقبع احزاب ، لم ترتقي بعد لمستوى طموحات البلد وتطلعات الشعب ، فهي بعيده كل البعد عن نبض الشارع الاردني بهمه ومشاكله وازماته واماله ، وتكتفي بالتنظير ببعض الجمل التي مللناها وحفظناها عن ظهر قلب ، وبعضها يجيد الخطابه لااكثر ، وبعضها يجيد (الردح) السياسي الذي اصبح من الماضي ، والكثير منها مثقل بالروتين وشخصية حزب الرجل الاوحد المستفرد برسم مسير الحزب بما فيها الكسب الحزبي فما بالكم بالمبادئ التي وضعت مرنه تتقلب حسب ابجديات ومفردات صديقاً صاحب الحزب....بصدق لم ارى احزاب مملوكه لاشخاص الا بالاردن .

 

لست بصدد اطفاء الانوار عن احزابنا التي اعتدنا خذلانها لنا ، ولا نقاباتنا التي تتناسى هم البلد ، انا احاكي نفسي بخوفي على البلد من الانجراف خلف الدقر والتقليد والتشويه والتشكيك ، لاجل تمرير اجندات خارجية تتنتزع امننا ووحدتنا واستقرارنا ، وتخطف مستقبل انبائنا منا ، ثم تمضي بنا نحو هاوية المجهول ، دون ان تسد جوع احدا منا .

 

فنحن نطلب من احزابنا الوطنيه بان تجري اصلاحات حزبية داخلية ،على برامجها واشخاصها ، اقترح بان تقترب احزابنا من عامة الناس ، تحاكي الواقع ، وتتوقف فوراً عن المعارضة لاجل المعارضة ، وان لا تدغدغ مشاعرنا بلعبها على اوجاعنا دون تقديم الحلول ، وبان يبتعد منظري بعض الاحزاب من اللعب على وتر الوحدة الوطنية التي نفخر ونباهي بها

 

فالولاء للوطن ليس شعاراً نردده بمناسبة وطنية او لافتة نرفعها حين نشعر بحاجتنا له ، بل الولاء للوطن ولعنوان استقراره وصمام امانه العرش الهاشمي يجب ان يعيش بضمير كل شخص منا ، الولاء للوطن يتدفق مع الدماء بعروقنا ، الولاء بان نقر بان استقرار البلد اولى  من الاصلاح  .

 

قد نختلف عند تقاطع مصالحنا ، ونختلف عند عجزنا بزاوية معينه ، ولكني وساكني موطني نتفق جميعاً عند حب الوطن الذي نحيا ونعيش ،ومن يختلف معنا بحب الوطن ، حتماً يعشق مثلنا نعمة الامن الشخصي والاجتماعي المضمون والمصان بوطني .

 

فانا شخصياً اعشق ذلك الحزبي الذي يضع نصب عينه مصلحة البلد ويترك وريقات (التفحيط ) السياسي في ادراج المكاتب المكيفة حين يكون الوطن على المحك .

 

حمى الله الاردن وملك وشعب الاردن من كل شر ................

 

المحامي

معن فرحان العموش

maenalfarhan@yahoo.com