قلبي على البلد قلبي على معان

على الورق الفرق بين معان وعمان لا يعدو تبديل حرف مكان حرف، فإذا وضعت العين مكان الميم تحولت عمان إلى معان، وإذا وضعت الميم مكان العين تحولت معان إلى عمان.
على أرض الواقع، الفرق شاسع بين عمان ومعان، وهذا يختصر جزءا من المشهد الذي تعيشه معان.
في عمان يضعون اللوم على أهل معان والجنوب عامة؛ فالاستثمارات لا يمكن أن تنمو وتزدهر في ظل عقلية عشائرية لن تتوافق حتما مع عقلية وإدارة المستثمرين حتى لو كانوا من أهل معان، ويضربون لك عشرات الأمثلة عن فشل مشاريع هناك.
في معان ومناطق أخرى في هذا الوطن يمكن أن نرى بوضوح فشل الدولة طيلة عقود في بناء دولة المؤسسات القائمة على الكفاءة والعدل وسيادة القانون، كما يمكن أن نرى بوضوح فشل الدولة في توزيع عوائد التنمية بعدالة بين المحافظات.
العلاقة بين أهالي معان والدولة لم تكن دائما على وفاق، لكن الأزمة الحالية تأتي في ظروف صعبة ودقيقة للغاية، تتطلب من الجميع الحذر والانتباه والتصرف بحكمة؛ فهناك دولة يجب أن يكون لها هيبة، ولكن بالقانون، وهناك مواطنون يجب أن تكون لهم كرامة.
الأزمة تتطلب من رجالات الوطن التحرك بسرعة لتطويقها قبل أن نندم جميعا.