الشهيد البطل
حين كنا صغاراً، لطالما استوقفتنا صور أبطال استشهدوا في فلسطين ومن أجل فلسطين.
عادة ما كانت تزين تلك الصور بالكوفية الفلسطينية، وعبارة الشهيد البطل.. وربما إلى جنات الخلد.
هذه الصور استرجعها الآن، كما استرجع جيلاً لطالما عمل من اجل قضية العرب المركزية والمسلمين عموماً، ومن أحلامه أن تزين صورته، شهيداً وبطلاً.
أيامها لم يكن حجم الاختلاف على المواقف والقضايا مستشر كما هو اليوم، ولم تكن "البوصلة" ضاعت، واختلط الحابل بالنابل إلى هذه الدرجة.
وما يثير أن بيوتاً في العديد البلاد العربية باتت تزين بصور يقال إنها لشهداء لم يقض أحد منهم نحبه من أجل فلسطين، ولا على حدودها، ولم يشم شيئا من ريحها.
شهداء.. إذا جازت التسمية، من كل نوع، قاتلوا من أجل قضايا مختلفة، نصرة لهذا أو لذاك، وتحت هذا اللواء أو ذاك، يظنون ان الصواب حالفه، والآخرين مخطئون.
جلهم لم يتعد مراحل الشباب إلا قليلاً، حين تنظر في ملامحهم بتدقيق، تكتشف أنهم لا شك كانوا طيبين وبسطاء، يعملون باجتهاد في شتى مجالات العمل، منهم البناء وبائع الخضرة وسائق التاكسي والمكوجي، ومنهم خريجو جامعات، لا تعرف كيف أمكن غسل أدمغتهم ليقاتلوا في حروب لا تقود إلى فلسطين.
وتركوا جميعا أمهات يبكين، وزوجات ثكالى، وأولاد لم يتموا سنتهم العاشرة.
أولئك يموتون.. ويوسمون "قاتلين وضحايا" بالشهداء، فيما فلسطين تبتعد، والكيان الصهيوني يراقب بتلذذ.
السؤال: إلى متى تظل البوصلة غائبة، وصور الشهداء من كل نوع تغطي الجدران.
أخيرا استذكر برنامج الراحلة كوثر النشاشيبي، ومقدمته الغنائية: "وسلامي لكم.. يا اهل الارض المحتلة".
عادة ما كانت تزين تلك الصور بالكوفية الفلسطينية، وعبارة الشهيد البطل.. وربما إلى جنات الخلد.
هذه الصور استرجعها الآن، كما استرجع جيلاً لطالما عمل من اجل قضية العرب المركزية والمسلمين عموماً، ومن أحلامه أن تزين صورته، شهيداً وبطلاً.
أيامها لم يكن حجم الاختلاف على المواقف والقضايا مستشر كما هو اليوم، ولم تكن "البوصلة" ضاعت، واختلط الحابل بالنابل إلى هذه الدرجة.
وما يثير أن بيوتاً في العديد البلاد العربية باتت تزين بصور يقال إنها لشهداء لم يقض أحد منهم نحبه من أجل فلسطين، ولا على حدودها، ولم يشم شيئا من ريحها.
شهداء.. إذا جازت التسمية، من كل نوع، قاتلوا من أجل قضايا مختلفة، نصرة لهذا أو لذاك، وتحت هذا اللواء أو ذاك، يظنون ان الصواب حالفه، والآخرين مخطئون.
جلهم لم يتعد مراحل الشباب إلا قليلاً، حين تنظر في ملامحهم بتدقيق، تكتشف أنهم لا شك كانوا طيبين وبسطاء، يعملون باجتهاد في شتى مجالات العمل، منهم البناء وبائع الخضرة وسائق التاكسي والمكوجي، ومنهم خريجو جامعات، لا تعرف كيف أمكن غسل أدمغتهم ليقاتلوا في حروب لا تقود إلى فلسطين.
وتركوا جميعا أمهات يبكين، وزوجات ثكالى، وأولاد لم يتموا سنتهم العاشرة.
أولئك يموتون.. ويوسمون "قاتلين وضحايا" بالشهداء، فيما فلسطين تبتعد، والكيان الصهيوني يراقب بتلذذ.
السؤال: إلى متى تظل البوصلة غائبة، وصور الشهداء من كل نوع تغطي الجدران.
أخيرا استذكر برنامج الراحلة كوثر النشاشيبي، ومقدمته الغنائية: "وسلامي لكم.. يا اهل الارض المحتلة".