معان اجندة تطرف الداخل والخارج


 مدينة معان الحبيبة والتي أبكت عيون الأردنيين على الشكل الذي آلت إليه الأوضاع هناك ، حيث لم يعد الموضوع يخص مدينة معان فحسب ، بل أصبحت قضية كل الأردنيين وهاجزهم ، في الإطار العام كان ما يحدث هناك احتجاج سلمي على حد التعبير نتيجة الإدعاء بالتهميش الحكومي لمدينة معان وأهلها من حيث مستوى الخدمات المقدمة لهم ، ومن حيث جانب التعيينات في المناصب الرفيعة الغير عادل على حد تعبير تلك الإحتجاجات السلمية ، والمستوى المعيشي الصعب الذي يعيشه سكان مدينة معان . 

المستوى المعيشي الصعب ، هو ليس حال مدينة معان فقط ، هو حال الأردنيين جميعاً ، لن نبحث في الأسباب ، لأنها عديدة وأبرزها فساد حكومات منذ عشرات السنيين وتراكمات وترهلات جعلت من هذا الوطن ، هاوية للسقوط ، لولا حكمة القيادة الهاشمية والتي جاءت بدولة رئيس الوزراء الجريء والذي لا يكترث للعواطف ، بقدر ما يكترث للأرقام الإقتصادية التي تنهار ، النسبة العظمى تلوم الدكتور عبدالله النسور الذي نسي مصطلح الكرامة واقترن معنى كرامته بعمنى حماية اقتصاد الأردن من الإنهيار ، لكن هذا خطأ ، فلو تحدثنا بلغة المنطق ، لن يكون الدكتور عبدالله النسور هو من تسبب بالفساد منذ سبعينيات القرن الماضي وعلى حد التعبير الشعبي (نهب البلد) ، مصطلح الفساد لم نسمع به إلا منذ 4 سنوات ماضية ترى أين كان ؟ ، ترى أين كان الشعب وهو ينتخب نواباً سمحوا بالفساد منذ عشرات السنين ؟ ، نوابا لم يمارسوا واجبهم الأخلاقي الوطني بمتابعة الحكومات وسير الأداء والرقابة العامة عليها ومحاسبتها واسقاطها بتهم الفساد والخصخصة ! ، نواباً كان ومازال همهم الواسطات والتغيب ومخالفة النظام الداخلي وهو تمثيلية مجلس النواب الأخير ، همهم ما زال المحافظة على مواقعهم ، لأن التصويت على اسقاط حكومة فاسدة سيدفع إلى فض الدورة العادية وبالتالي حل هذا المجلس ، فهل فعلاً الحكومة فاسدة ؟ ، خلال 4 سنوات الأخيرة لم تكن هناك حكومات ثابتة بل كانت انتقالية بمعنى انها تشكلت لتنجز مهام معينة كقانون الإنتخاب (بغض النظر على الخلاف الموجود عليه) والإنتخابات البلدية والبرلمانية ، حيث كانت تلك الحكومات تركز في عملها على انجاز المطلوب وفق كتاب التكليف وتأجيل وتأجيل كل الملفات وإحالتها إلى الحكومات التالية المتعاقبة والتي جاءت بالدكتور النسور الذي تسلم كتاب تكليف مختلف ومتعدد المضامين فكان النسور نقطة البداية لفتح جميع الملفات المؤجلة والمغبرة ، لكن البداية كانت مخيفة فركيزة الدولة والمتمثلة بالإقتصاد الوطني في انهيار . 

نقطة الخلاف في معان هي التشديد والكثافة الأمنية على المرافق الحكومية المختلفة ، فل نتحدث بموضوعية أكبر ، في كل 6 أشهر تقريباً تتعرض معان لظروف مماثلة لذلك ، من واجب دولة السيادة والقانون حماية مقدرات الوطن والإقتصاد وحماية أبناء الوطن ، لا يخفى على أحد حقيقة ممارسات التهريب في مدينة معان من قبل فئات خارجة على القانون ، حقيقة السيارات المسروقة والتي تجد صحراء معان موئلاً لإخفائها ، ومع كل ذلك لا يخفى على احد وجود تطرف أشخاص محصورين هدفهم خلق الفتن في تلك المدينة ، إن حماية بوابة محكمة بداية معان ، حماية لأمن الأردن وحقوقنا ، قبل حوالي سنة من الأن ، ألم نشهد اعتداء بالفيديو على مركز أمن المدينة في معان ، ألم نشاهد الأسلحة الأتوماتكية المختلفة والتي أطلقت النار على ذاك الموقع السيادي ، ألم نتذكر قبل سنتين تقريباً تعرض مدير شرطة معان في ذاك التوقيت لرصاصتين ، أثناء مطاردة اشخاص خارجين عن القانون ، إن وجود هذا التكاثف هو حماية للأردنيين ، وكل من يطالب بإزالة مظهر التواجد الأمني في الشوارع ، هو من يروج للتهريب والسرقة والتجارة بالممنوعات ، هو من تعطلت مصالحه ، لا اعتقد بأن الذي يطالب بإنصاف معان بالمواقع الحكومية هو من قام بإطلاق النار على ابناء الأردن من قوات الدرك ، فالأردن ومنذ سلسلة أزمات الربيع العربي وهو تحت المجهر ، ويراهن عليه الجميع ، وجميع المتربصين من الداخل وهم معروفين من أصحاب التطرف الديني الواضح والتشدد الذي لا يمثل الإسلام ولهم أذرع لا تمثل الأردنيين في الأزمة السورية، ناهيك عن المراقبين في الخارج يبحثون عن ثغرة لتكون مفتاح لنشر الفتن وتقسيم المجتمع وخلق حالة من الأزمة والتوتر ليس على الصعيد الوطني فقط بل على الصعيد الدولي ، وذلك سيجعل من الأردن شريك دولي في الأزمة السورية وسيحرفها عن مسارها الدبلوماسي في المفاوضات بشأن القضية المركزية ، بل على العكس ستكون الطامة الأكبر أن الغرب جعل من الاردن بيت ضيافة لضيوف غير محترمين ، لأن الأردن أصبح نتيجة سياسات الإحتواء المفروضة مليء بالأقليات والذين يشكلون خطورة كبرى ، لعل أبرز التحديات الدولية حماية الإقليم من الإرهاب من ارهاب التطرف حيث أصبحت الأنبار العراقية موقعاً يحتضن مجموعات داعش (الدولة الإسلامية ) والأزمة السورية بيئة خصبة تحتضن تلك الفئات وبالتنسيق مع جبهة النصرة ، وباختصار أكبر الثورة السورية تطرفت وانحرفت عن دواعي الثورة والذي يهدف لإصلاح النظام السوري ، واصبحت مجرد تحدي بين جبهتين ، الأزمة السورية تهدف لتصدير الأزمة للأردن لتخفيف الضغط الدولي على الجانب السوري وخلق ازمة دولية ، وهي تستخدم سلاح المخيمات التي يمكن استثمرها بخلق حالة من الفلتان الأمني الواضح ، وبالتالي انعاش فرصة تعويم الأردن في أزمة ، باختصار أكبر الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي لمجموعات داعش وهي تناصر الخارجين عن القانون ، وتدعم انفلاتهم وتتحدث بأن معان ستكون منطلق لهم في الأردن ، يدعونا لأن نحذر بالفعل من الوضع الأمني الحساس جداً ، فالأردن موضع انظار الجميع وها هي موضع أنظار الجماعات الإرهابية ، فل نتذكر يا وجهاء أن معان هي اول المدن التي احتضنت الهاشميين وساندتهم في بناء الدولة الأردنية الحديثة والحبيبة ، الوضع حساس وبحاجة لتدخل من شيوخ ووجهاء معان لإيقاف الفتنة لأن الهدف فعلاً واضح ، وليس هدف سلمي من اجل مبادئ المحاصصة السياسية وما إلى ذلك ، اللهم جنب هذا الحمى الهاشمي الفتن واحمه يارب من عندك ، فأنت القادر على ذلك ، الهاشميين كانو وما زالوا صمام أمان لهذا الوطن دعونا نساندهم في حماية الوطن من الوضع الأمني الحذر والحساس .