اللهُ أكبرُ، أحياءٌ فَرِحُونَ مُسْتَبشِرُونْ...

 

 

اللهُ أكبرُ، أحياءٌ فرحونَ مُستبشِرونْ...

 

 

فليأخسأُ كلّ الطّغاة وأزلامهم، فهيهات أن يكون لهم شأن في القضاء والقدر...، فما لهم  من دنياهم وآخرتهم سوى المكر السيئ، ونسوا وتناسوا أنّ هناك واحد لا شريك له، و بيده الخير كله، حتّى خير المكر ومكر الخير ؛  أوليس هو  بخير الماكرين؟

 

والله، إنَّ ما نشاهده من صور  الشّهداء من إخواننا العرب المسلمين على طول وعرض وطننا الاسلامي العربي وهم يضحكون ويبتسمون؛ إلّا شهادة لبريء ليدخل جنّة عرضها السّموات و الأرض بامرِ من ملك الملوك وخير الماكرين من خلال مكرٍ سيئٍ قد أحاط بأصحابه وأهله، والذين مكروا ولطالما مكروا بشتى الوسائل و السّبل؛ ليخدعوا أقوامهم، وليظهروا أنهم ولاة أمر الأمّة وحرّاس أوطانها  بإسلامٍ إسميٍّ، وإيمانٍ صّوتيٍّ...، قبّح اللهُ صورهم، وانقض غزلهم، وبدّد جمعهم، وهدم بنيانهم الهزيل المُتهالك.

 

أتتنا هذه الصّور الفَرِحَة بفضلِ الله، و المستبشرة بإخوانهم الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم؛ لتزفّ لنا الخبر اليقين بأنّنا لبثنا ننام سنون وسنون في إهرامات (سوسو)، وخيمة الشّيطان - القذّافي –  وكهوف (مَرْةْ) ليلى الطّرابلسي – زين العابدين بن علي، و الذين جميعهم وأهلهم ؛ أبوَاْ  ويأبون السّجود لشعوبهم و للمسلمين خاصة؛ بحجّة أنّهم قد خُلقوا أنابيبيّاً وطبيعيّاً من زقّوم يهود في رحم الشّيطان الأكبر – أمريكا – وخُلِقَت شعوبهم وهي تتبع محمّداً ودينه، فحرموهم، وحرّموا عليهم الحلال، وأحلّوا لهم الحرام، وأمروا لهم بِفُتحةٍ يُدخلون عليهم منها أشعة شمس ضيئلة؛ لتُحافظ فقط على جَريان دمٍ في عروقهم الميبّسة، و لتَسِمُها بشبه حياة من مالكيها الخونة، ليكملوا بذلك معادلة الحكم بعنصريها الحاكم - الإله - الموجود دائماً وبكثرة من قبل صانعيهم  ومصدِّريهم لنا من أعداء الله ورسوله، وعنصره الثّاني؛ المحكوم العربي النادر، صاحب الجسد المنتزع منه كل روح بعد أن عاثت به أيديهم  النّجسة القذرة، وبعد أن استباحته عقولهم الخشنة واعتقاداتها الباطلة، و بأنّه جسداً لا يمكن تعويضه، لجلده وصبره، ولسهولة ركوبه وامتطائه لفترات طويلة،  بعد أن يُحسَن ترويضه.

 

 ولا يُلام العربي بعد نومه المُذلّ الطّويل وسباته الدّيني والفكري والعاطفي العميق؛ وهو يتفاجأ، ويندهش بما يراه من حياة وبعث جديد، وهو يعتقد أنّه لبث يوماً أو بعض يوم، و بما يتكشّف تباعاً من السّفلة وسفلة السّفلة؛ أقول لا يُلام أن يسأل نفسه أو الآخرين ممن إستيقظوا معه أو حوله بسؤال أهل الكهف (رحمهم الله): كم لبثنا؟ أو يتساءَلون بينهم: من نحن؟ فيقصّ حكّامهم من المرتزقة و أتباع اليهود علينا نبأهم بالباطل، فينعتونهم بالحشّاشين والخارجين والمُغرضين و (شويّة عيال)، ويقولون لهم: لقد لبثتم دهوراً وأنتم لا تشعرون.

 

والله، إنّهم فتية رفضوا الذّل و المهانة والعبوديّة لمن هم  عبيداً لعبيد في الأصل و الواقع، وأنّهم استعانوا بالصّبر و الصّلاة، وإختبأوا وراء صمتهم خوفاً من بطش الحكومات الظّالم أهلها، وعلى وجه القياس مع آيات قرآننا الكريم الصّالح لكل زمان و مكان؛ يأبئ الله إلّا أن يقصَّ علينا نبأهم بالحق ، ليخبرنا بإنّهم فتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدى.

 

لقد آن الأوان لكل مسلمٍ عربيٍ أن يحصل على إبتسامة ذلك الشّهيد  الّليبي و المصريِّ و التّونسي، والتي شاهدناها عياناً على شاشات العالم أجمع، وأيقنتها أنفسنا، تلك الابتسامة التي تُعلن لمن أراد؛ بأنّ شهادة في سبيل الله احقّ أن تُطلَب، و أنّ بضاعة الله غالية، فلن يحصل على الشّهادة إلّا من أعزّه الله بالإسلام،  ولن يحصل على ابتسامتها إلّا من عرف الحق فاتبعه، و كره الباطل فاجتنبه.

 

(فالّلهم إجعلنا ميِّتون مُبتسمون ، لا مُبتسمون ميِّتون)

 

وإلى كل الأحياء عند ربهم، والفرحين بما آتاهم من فضله، و المستبشرين بلحاق إخوتهم من خلفهم، والمنتظرين لأمر الله باللحاق من شارعنا المسلم العربي؛ أتلُ على مسامعكم بشارةً عظيمة من عظيم، و يقيناً من الله يرغّبنا بالموت من أجله، ويكرّهنا بالحياة من أجل كل (فرعون) طغى، أو (نيرون) أحرق، أو (قارون) فاسد مُفسِد...، فاستمعوا وأنصتوا لعلّكم تُرحمون...

 

أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم:

 

 (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران (169 – 171).