مركز النضال للدراسات والأبحاث يصدر أول موسوعة توثّق شهداء العائلات والعشائر الفلسطينية في إنتفاضة الأقصى وفق إعلام المقاومة

.

مركز النضال للدراسات والأبحاث يصدر أول موسوعة توثّق شهداء العائلات والعشائر الفلسطينية في إنتفاضة الأقصى وفق إعلام المقاومة

أصدر مركز النضال للدراسات والأبحاث بالتعاون مع دار غيداء للنشر والتوزيع في عمّان، موسوعة شهداء العائلات والعشائر الفلسطينية في إنتفاضة الأقصى، وأعدّ هذه الموسوعة الكاتب والباحث مهدي أنيس جرادات المدير العام للمركز. حيث تناولت الموسوعة التي تتكون من جزأين، ويبلغ عدد صفحاتها 1788صفحة من القطع الكبير توثيقاً علمياً دقيقاً لأسماء الشهداء الذين أستشهدوا في إنتفاضة الأقصى خلال الفترة مابين 28سبتمبر2000-1آب2010، وذلك على قاعدة نضال العائلات والعشائر الفلسطينية مرتبة حسب الحروف الأبجدية.

وأكد الباحث مهدي أنيس جرادات أنّ هذه الموسوعة هي الأولى من نوعها التي توثق شهداء العائلات والعشائر الفلسطينية وفق إعلام المقاومة،وأنها نقلة نوعية في توثيق نضالات الشهداء بدقة وإمعان كبيرين. مشيراً إلى " أنّ فكرتها تأتي في سلسلة دراسات علمية وتوثيقية التي نشرتها خصيصاً في شتّى وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية في السنوات الأخيرة، تحت مسمّى "دراسات توثيقية في إنتفاضة الأقصى"، والتي كشفت عن الكثير من الحقائق غير المنشورة في أروقة الإعلام". وتابع" وتأتي الموسوعة في ضوء غياب مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية عن ساحات التوثيق، ناهيك عن إعتماد مؤسسات وفصائل على الساحة الوطنية الفلسطينية على شهرة الفصيل أو الحزب لا أكثر.أي بمعنى آخر،أنّ توثيق الشهداء أصبح مرهونا ًبمصالح شخصية وسياسية ترتبط  بكل فصيل على حدة،وذلك على حساب طهارة تلك الدماء المراقة".

من جانبه أوضح المدير العام للمركز أن غياب البعد التوثيقي في وسائل الإعلام المرئية وتحديداً بخصوص  ذكر إسم الشهيد أو عمره بالشكل الصحيح، بل تعدّى ذلك إلى الخطأ في إسم البلدة التي يقطن بها الشهيد، في حين تعمّدت بعض الوسائل الأخرى إلى ذكر إسم الفصيل الذي يتنمي إليه الشهيد،بالرّغم من علمهم المسبق بهويته  التنظيمية الحقيقية، لافتاً إلى أنّ كلّ هذه القضايا أسهمت في إحداث الفتنة بين الفصائل، الأمر الذي أدّى إلى خلافات ونزاعات بين أقطاب فصائل الوطن الجريح.

وتأتي الموسوعة في الذكرى الحادية العشرة من إنتفاضة الأقصى لتذكّر السلطة الوطنية الفلسطينية وزعماء الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وبالإضافة إلى فصائل الإنقسام الفلسطيني، بأنّ الوقت قد حان إلى التكاتف والترابط ونشر ثقافة الوحدة الوطنية بيننا، ولهذا فإن الشهداء أمانة في رقابكم، فإجعلوا أيام السنة كلها لذكر الشهداء وتضحياتهم وأمجادهم، ولأنه من غير المقبول أن يخصص يوم واحد في السنة لإستذكار بطولات شهدائنا فيما يسمى " بيوم الشهيد الفلسطيني"، والذي يصادف السابع من يناير كل عام..فنتساءل بمرارة: هل يكفينا يوم واحد لنشعر بقساوة غياب أولئك الاحبة عن واقعنا؟،أليس حريّ بنا إستحضارهم في كل لحظة طالما بقي الإحتلال الصهيوني الغاشم على أرضنا؟

وكذلك لن نسمح بأن يكون يوم الشهيد الفلسطيني يوما لجهات غير فلسطينية للمتاجرة بدمائهم الطهورة، وهناك فرضية تعزّز ذلك الأمر فلو كانت السلطة الوطنية الفلسطينية ترعى جميع الشهداء حق الرّعاية، ولا تنتقص من حقوقهم، كإعالة أسرهم  وتعليم أبنائهم، عندئذ لن تكون تلك الجهات أن تظهر وتدّعي حرصاً على رعايتهم، ومن أجل هذا حمل المركز لواء هذه المهمة القتالية، لذلك نعترف لكم بأنّنا واجهنا في إنجازنا لهذا العمل الكبير صعوبات مريرة وشاقة على مدى عشرة أعوام من المتابعة والتدقيق والإشراف العلمي، فعملناعلى إدخال محسنات كاملة تتضمن أنقى معلومات عن كل شهيد، وبهذا نمتاز عن غيرنا والحمد لله بأنّنا أفضل من وثق عملا كهذا في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

وأكد الباحث أن " معركتنا مع الإحتلال وليست مع بعضنا البعض"، مبررا في الوقت ذاته  إستثناء الموسوعة لللذين قضوا في الصراعات الداخلية بين قطبي الصراع الأخوين فتح وحماس، في حين أنّها وثقت لكل شهداء إنتفاضة الأقصى الذين تسبب الإحتلال الصهيوني في موتهم بمختلف الطرق الإجرامية.

وفي سياق متصل بيّن الباحث جرادات أن عدد شهداء إنتفاضة الأقصى خلال الفترة سالفة الذكر بلغ7640 شهيداً، منهم  6885ذكوراً، و755إناثاً، في حين بلغ عدد العائلات التي قدمت فلذات أكبادها 2126عائلة وعشيرة مناضلة. فجاءت عشيرة النجار في المرتبة الاولى بواقع 83شهيداً، وجاءت في المرتبة الثانية عائلة المصري بواقع 50شهيداً، وفي المرتبة الثالثة حلت عائلة حمدان بواقع 42 شهيداً، أما في المرتبة الرابعة حلت عائلة عبيد بواقع 39شهيداً.

وأضاف الباحث جرادات أنّ الموسوعة قسمت إلى أبواب أبجدياً، حيث تم ذكر عدد الشهداء وعدد العائلات في كلّ باب، وتم إفراد جداول إحصائية لكلّ حرف أبجدي ،وذلك تحقيقاً لعنصر الأمانة والنزاهة العلمية، ولأسباب خاصة تتعلق بسياسة أداء المركز، يرفض المركز سياسة النسب المئوية في الإحصائيات.

وقدّم الباحث جرادات في صدر الموسوعة مصطلحات بلغ عددها (92) مصطلحاً، بهدف نصرة إعلام المقاومة بالدّرجة الأولى،فكان جديراً أن تتطرّق إليها وسائل الإعلام المختلفة، بدلاً من التشبث بركائز الإعلام الصهيوني والإعتماد على مختلف مصادره.

 في حين أفرد الباحث مهدي جرادات في نهاية الموسوعة صوراً ملونة ل(326) من الإستشهاديين والفدائيين الذين مرّغوا أنوف العدو الصهيوني، وكسر نظرية أمنهم المزيّف. بالإضافة إلى صور شهداء أسطول الحرية الأتراك التسعة الذين قضوا برصاص لصوص الليل فجر يوم 31أيار2010.

كما أهدى الباحث جرادات هذا العمل الكبير إلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وإلى جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة، وإلى أرواح كل من الشهيد الرئيس ياسر عرفات/ أبو عمار، والشهيد القائد خليل الوزير/ أبو جهاد، بالإضافة إلى أهالي شهداء إنتفاضة الأقصى أينما وجدوا، وإلى أسرانا في السجون والزنازين الصهيونية، وإلى أبناء الشتات في الداخل والخارج.

في سياق متصل، توجه الباحث مهدي جرادات المدير العام للمركز بالتهنئة إلى أهالي شهداء إنتفاضة الأقصى المباركة، ويعتذر في نفس الوقت لكل عائلة وعشيرة فلسطينية مناضلة، شعرت بأن هناك نقصاّ في هوية شهدائها، ولهذا فإن المركز مستعد لإستقبال أية ملاحظات أو تصحيح لبعض المعلومات بخصوص هوية هؤلاء الأبطال، وعلى هذا الأساس يكون مركزنا والحمد لله هو المبادر الأول في توثيق الشهداء حسب العائلات والعشائر الفلسطينية، وما هدفنا في نهاية الأمر إلى خدمة أروقة العمل النضالي الفلسطيني..فألف تحية لأرواح شهدائنا.

والجدير ذكره،أن الباحث مهدي جرادات كان قد نشر عدة دراسات توثيقية فردية في مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية المقروءة والإلكترونية في سنوات سابقة، حيث أحدثت بعض الدراسات ضجة كبيرة أشهرها دراسة بعنوان" محمد وفاطمة أكثر شهداء فلسطين"، الأمر الّذي إسترعى إنتباه الصحافة الصهيونية، ومن مؤلفاته: "إنتفاضة الأقصى المباركة/العام الثاني للإنتفاضة" صدرت عام 2002، وصدر له عام 2003 كتاب" وطن ومقاومة" وهي دراسة توثيقية لأحداث ومجريات إنتفاضة الأقصى/ العام الثالث للإنتفاضة، وفي عام 2006 صدرت له "موسوعة الأحزاب والحركات السياسية في الوطن العربي".وحصل على موافقة من دائرة المطبوعات والنشر في تشرين أول 2009لترخيص مركز النضال للدراسات والأبحاث، وهو إلى هذا اليوم مالكه ومديره العام، ومازال يكتب في العديد من المواقع الإلكترونية المحلية والعربية في شتى الموضوعات والقضايا، وينتهج نشر تحليلاته السياسية الساخنة بأسلوب علمي محكم، بالإضافة إلى أنه عضو في العديد من الجمعيات العلمية والثقافية والسياسية.

مركز النضال للدراسات والأبحاث

للإستفسار: 0796646530،0777190630

Email:jaradat_mehdi@yahoo.com