طاهر المصري ظهور إعلامي متكرر.. لماذا؟!
دولة الأستاذ طاهر المصري، شخصية سياسية تحظى باحترام واهتمام النخب السياسية والإعلاميين في الأردن، وقلما تجد أحدا يناكفه أو يعاديه بشكل مفتوح، ويعود ذلك إلى أن الرجل واضح ومباشر، لا يوارب أو يخفي مواقفه الحقيقة وراء مواقف زائفة، كما أنه من أشد المخلصين للدولة الأردنية دون أن ينسى مدينته الأصلية نابلس وبصورة أشمل فلسطين المحتلة.
الرجل ناعم في ولائه دون تزلف أو نفاق أو مبالغة، وناعم أيضا في معارضته دون تجريح أو توزيع للتهم وصكوك الغفران، لا يحبذ فتح معارك إعلامية أو سياسية، ويميل إلى الإمساك بالعصا من المنتصف.
أكثر ما أخشاه على دولة أبو نشأت هو الظهور الإعلامي المتكرر لدولته على وسائل الإعلام المحلية بطريقة اعتقد أنها ستستنزف الرجل وقد تحوله مع الوقت إلى مادة صحافية مستهلكة، لا جديد فيها.
كما تشابهات التصريحات تقريبا التي يطلقها دولته ولم تعد تقدم أي جديد، وربما يعود ذلك إلى تقارب الفترة الزمنية لتلك التصريحات، وعدم وجود حدث جديد يستدعي معرفة رأي دولته بهذا الحدث أو ذاك.
وكنت أفضل لو أن دولته غاب قليلا عن المشهد الحالي، فالمشهد السياسي حاليا يزدحم برؤساء الحكومات السابقين الذين بدءوا في الظهور من خلال الندوات ودعوات العشاء واللقاءات الصحافية وفي مقدمتهم الرؤساء: عبد الكريم الكباريتي وفيصل الفايز ومعروف البخيت، إضافة إلى سياسيين آخرين من الوزن الثقيل مثل الدكتور ممدوح العبادي وسمير حباشنة.
فهل لهذا الظهور المفاجئ من الجميع ارتباط بمرحلة مقبلة، حكومة جديدة، انتخابات جديدة، تسوية سياسية، قرارات داخلية على وقع الوضع في سوريا؟! الله أعلم.
أبو نشأت سياسي ماهر يتقن شروط اللعبة السياسية، وربما أكون من أكثر الإعلاميين الذين كتبوا عنه من خلال البورتريه، في عدة صحف منها "الدستور" و"الغد" و"السبيل" و"اللواء" وعلى مواقع إلكترونية عديدة أيضا.
وحديثي اليوم عنه هو دعوة لتقنين ظهور دولته الإعلامي بحيث يرتبط بالحدث وأن يكون على فترات زمنية كافية لطرح أفكار ومعلومات جديدة، لأن اللعبة الإعلامية خطرة وسلاح ذو حدين، وكثرة التكرار قد تصيب المتلقي بالملل وعدم الرغبة بالمتابعة خصوصا إذا رافق ذلك غياب للتجديد.