مقدسيّات حول الصخرة والاقصى ..!

ما زالت مستمرة تلك الحملة الصهيونية المحمومة التي يشنّها ذاك الكيان الغاصب على ارض ومقدسات العرب والمسلمين على في فلسطين وعلى راسها وفي مقدمتها القدس ومقدساتها ، حملة بات من الواضح انها تستهدف كسر شوكة المواطنين العرب الثابتين الصابرين المحتسبين تمهيدا لاخلاء الارض من اصحابها والمساجد من عمّارها والكنائس من رهبانها على امل فرض عملية التهويد كواقع مرّ على البشر والشجر والحجر .

بوجه (البلدوزرات ) ... والمدرعات تقف المقدسيّةُ امّاً وقفة عزٍّ تشرّف الابناء .... بوجه صنيعةِ بني صهيون من ظلام الكهوف والمغاورِ تحت اساسات الاقصى تقف المقدسيةُُ اختاً يفخرُ الحرُّ- اذا نادى الوطنُ من فتىً - بان ينتخي بها ملبياً نداء التراب الغالي .... بوجه فوهات بنادق الجبناء تقفُ المقدسيّةُ بنتاً يزهوا بها الآباء ... بوجه ارتال علوجٍ تروم تدنيس الارضِ تهويداً وصهينةً تقف المقدسيّةُ حبيبةً للنفسِ كشجرةِ زيتونٍ يكاد زيتها يصيءُ قبل ان تمسّهُ نار حميّةٍ وغيرةٍ ونجدةٍ عربيةٍ اصيلة مكنونةٍ في صدور الرجال تحت ركام الأسى والاحباط والتردي من انهزامات الماضي وانحدارات الواقع المرّ ... لكن شجرة الزيتون تلك ما زالت يحدوها الامل بمستقبلٍ سوف يشهدُ باذن الله خروج الجوهرة من تحت الركام ... سوف يشهدُ على ايدي طاهرةً نقيّة توقد تلك الشعلةِ لتحيل النّور ناراً موقدةً بوجه الظلم والظلام وتحيل الارض جمراً تحت اقدام من زيّنت لهم انفسهم هتك حرمة الارضِ تخريباً واغتصاباً وتنديس مقدساتها تهويداً وصهينةً .

يا حرّةً تشرّف حرُّ الرجالَ ان يقول تلك امّي ... تلك اختي ... تلك حبيبتي ... ياحرّةً درّبت النفس على عزائم الامور ... يا حرّةً ما خارت همّتها يوماً ولن تخور ... مذ صنعت من حجر الارضِ رصاصاً ثائراً بوجهِ جنود الهيكل المزعوم ... ايّها الشعبُ الرابضُ جوار القدس كالجبال الرواسي ... جدّد العهد مع حجارة الارض بافعالٍ عسى ان يندى لها جبين من استنسخوا في بلاد الرافدين داحساً ومن اشعلوا في الفيحاءِ نار فتنةٍ للغبراءِ ما زالت على اشتعالها تحرقُ الاخ الشقيق وابن العم والصديق ومن اقاموا للبسوس صرحاً على ارض الكنانةِ في محاولةٍ لبعثَ (شاورَ)- صديق الفرنج- من جديد ... ناسين او متناسين ... تلك الانياب والمخالبُ المسمومة التي تتربص الدوائر بشعبٍ اعزل وارضٍ ومقدساتٍ هي حقّ لهذا الشعبِ منذ الازل .

شدّي العزيمة يا مقدسيّة ... ودعي تلك الجذور الطيبةِ تغوصُ عميقاً في بطن التراب الغالي ... شدّي العزيمة يا نسلَ عائشُ والزهراء .... شدّي العزيمة يا اخت خولة والخنساء ... شدّي العزيمة يا ابنةَ الثرى الغالي ... يا نخلةً تطاولُ مآذن القدسِ فيطربُ لها نخل الجزيرة والرافدين ... شدّي العزيمة عسى ان يخرج من بطن تلك الارض ولاّدة الرجال من يهزّ بجذع النخلةِ ... ليجني ... سيوفاً ما نبا لها حدٌّ ورماحاً لا تنكسرُ .. وبنادق غضبى ... شدّي العزيمة وهزّي اليك بجذع النخلةِ ... عسى ان تنجب تلك الارض مثل خالدٍ او صلاحٍ او عليٍّ او عمر .

صالح ابراهيم القلاب