تسمّم الأغوار جرس إنذار

أخبار البلد - 
 

ليست المرة الأولى التي نصحو فيها على خبر حالات تسمم جماعية في مدن وقرى اردنية، خاصة حالات التسمم في المدارس.

فقد اعتدنا مع كل صيف ومع ارتفاع درجات الحرارة ان نتابع اخبار طلاب مدارس قد اصيبوا بالتسمم نتيجة تناولهم ساندويشات من مطعم قريب من المدرسة او من مقاصف المدارس.

ما حدث في الاغوار الشمالية أمس، وقد تسمّم نحو 100 طالب، جرس انذار حقيقي لجميع اجهزة الدولة، أن تبدأ فورا بمعالجة الامر، حتى لا تقع حوادث اخرى لا سمح الله، لان البيئة المحيطة بالمدارس، خاصة في المناطق النائية والفقيرة مهيأة لحوادث مشابهة.

فلا نظافة في المقاصف المدرسية ـ وهذا ليس تعميما، فبعض ادارات المدارس تراقب عن كثب اوضاع المقاصف عندها ـ لأن عموم مقاصف المدارس، وبشهادات عيانية من مدرسين وطلاب تحتاج الى مراقبة صحية، ومراقبة اوضاع النظافة العامة، وتدقيق على ما يباع ويشترى فيها.

فهناك مقاصف تبيع منتجات من انواع رديئة جدا من الشيبس والعصائر، وتتعاقد مع مطاعم لتأمين ساندويشات بأسعار رخيصة، لا مراقبة عليها، وقد سمعت من اولياء امور كثيرين انهم يمنعون ابناءهم من شراء اي شيء من مقاصف مدارسهم.

ولا اريد ان ابالغ في القول ان هناك مقاصف تبيع القهوة والشاي والسجائر للطلاب.

وهناك مقاصف تبيع أنواعا رخيصة من العصائر والحلويات، على الرغم من ان هذه المقاصف لا تصلح لأن تُخزّن فيها هذه المواد بسبب سوء التهوية، أو لأنها لم تكن أصلا مصممة لتكون مقاصف تتوفر فيها الشروط الصحية اللازمة.

في وزارة التربية تعليمات صارمة لعمل المقاصف، وهناك مشرفون عليها، لكن القضية تحتاج الى ادارة حازمة من قبل ادارات المدارس والمعلمين المشرفين على المقاصف، والمتابعة الدقيقة على متعهد المقصف في بعض المدارس التي توكل المقاصف لمتعهدين.

ليست المقاصف وحدها تحتاج الى رقابة دائمة، فهناك ايضا خزانات مياه الشرب في بعض المدارس، فمعظم المدارس الحكومية لا توجد فيها ثلاجات لمياه الشرب المقطرة، ويشرب الطلبة من مياه الخزانات مباشرة، وحسب المعلومات فإن هذه الخزانات لا يتم تنظيفها وتعقيمها سنويا على الاقل، ومع ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في مناطق الاغوار، فإن مياه الخزانات لا تكون صالحة للشرب.