قرفناكو !!!



للمناصب الرفيعه , كرئاسة الحكومه أو الحقيبه الوزاريه , عِشقٌ لطالبيها , و لمن ذاق حلاوتها , و إرتوى منها لسنوات , و نال الإمتيازات , دائرة الضوء , تبهر من يعشق ذلك , رغم أن البعض ,على قلتهم , ترى في المنصب مَغرماً لا مَطمعاً و تُبعد النفس عن دخول المعترك .
المناصب و إن علت و إرتفعت , تبقى وظيفه , و سلك الوظيفه , لابد له من نهايه , إما بالتقاعد , أو بالموت , أمر طبيعي , لا يعيب صاحبه , و الكثير من رجالات السياسه و الإقتصاد و العديد من القطاعات , في الدول المتقدمه , تدخل حياته بعد سن التقاعد , في منحنى آخر , تُملىء بالنشاط و الإسترخاء و ممارسة نشاطات , كان يحلم بها , أثناء فترة العمل .


في بلادنا العربيه , و منها الأردن , الوضع مختلف , فمفهوم التقاعد يعنى لصاحبه التهميش , العزل , إنكار الجهود , التخلي , الظلم , و لا نبالغ إن قلنا الشعور المؤامره , هذا كله يدفع من خرج من سلك الوظيفه بردات فعل لإثبات الوجود , ردات فعل مختلفه , تختلف بالموقع الذي كان يشغله , فرئيس الحكومه السابق أو من حمل حقيبه وزاريه , بيدأ بتلبية دعوات للمشاركه في محاضرات و ندوات و فعاليات سياسيه , أكثر ما يقول فيها لا يخرج عن تنفيس للهم الشخصي لا الوطني , و يصب نقدأً على الوضع الراهن , كان هو نفسه من أسهم فيه حين تقلده المنصب .



الإسبوع الماضي شهد لقاءات و ندوات , تخللها إطلاق تصريحات لمسؤولين سابقين من حجم رئيس وزراء أسبق و أصحاب المعالي , عبروا عن غضبهم للوضع الحالي , و حجتهم الوقوف بصف الوطن و المواطن , مواطنٌ ما عرفوه و لا أداروا له بالا , بات الأن مكان إهتمامهم و مصلحة الوطن غايتهم , مشكلة هذا الوطن المنهوب , و شعبه المبتلى المنكوب , أن قله من يعملون لأجله , و البقيه , لا تعمل إلا في إطار المصلحه الشخصيه , و إن حقوقها حتى التكرش , و غادروا من أضيق الأبواب , قفزوا عائدين متسللين من شبابيك الشك و الريبه , مدفوعين بشعورهم بالحسد السياسي , و مرض حُب العوده لدائرة الضوء .


المتابع لحال هؤلاء يرى أن كلامهم , لا يخرج عن حال التنظير , لمشاكل هم من أسهموا فيها , تناسوها بفعل الزهايمر , رهانهم أن للشعب ذاكره قصيره , نقول لهم , أفعالكم أكبر من النسيان , و لعلمنا بزهايمركم نقولها على بلاطه , حلوا عنا قرفناكوا !!!.

طالب حياصات
talebheyasat@yahoo.com