هل تتسع قلوبنا للاردن ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 


 


    عندما نقف على مفترق طرق... سببه اختلافنا في الرأي ....عندما نجبر على ان نمرر موقف.... او فكرة ...على مضض ..خوفا من ان تصنف مع المعارضة ..و التي اصبحت تنسحب عليها العديد من الأوصاف اسهلها و اخطرها... الخيانه ... !!!!

    ونسمع المزايدات العلنية لتتبني موقف يذم هذا المعارض ..--و بدون قناعات شخصية-- ... ومن منا لم يتنفس الصعداء ....فرحا بكسر الحواجز و اطلاق ما يعتمل في الصدور حتى لا يتحول الى نار تأكل الأخضر و اليابس ...!!

 المعارض المخلص ...الوطني... الذي لا يباع و لا يشتري و يحمل اجندة حب الوطن ... كالجندي الذي يحمي الوطن على الحدود ....لماذا تشن الهجمات على الطرف المعارض ؟؟؟و يتم شخصنة المشكلة ...و بالتالي يصنف  ..بانه راعي  في العشيرة...وانه مواطن من الدرجة الثالثة  وليس له اهمية.. و بانه حاقد و غير ذلك .... علما بان الأردنيين متساوين في الحقوق وله الحق في المعارضة !!! ...في حين اننا نرى البعض يهاجمون  من خارج الوطن ...و محسوبين على الوطن بالحقوق و الجنسية ....فقط  ... يظهرون في بعض الاعلام المدسوس و يهاجمون الوطن و مقدراته  ..تحت عباءة حقوق الأنسان و الحريات والمواطنه و غيرها .....وقد يتم  تقديره بمنصب وزاري ...و لنا ان نقبل ذلك !!

    اما عندما تتحدث المعارضة الصادقة من داخل الوطن ....يبدأ بعض المدسوسين بالهجوم عليها ...تعارض ...و بجرح في القلب نازف بعيدا... عن المثل القائل" خليها في القلب تسطح و لا تطلع برة تفضح" ... لانريد ان  نتهامس خائفين ..." جرحك بكفك لمين تشكيه" !!!

هل المطلوب أن ندفن رؤوسنا كالنعام ...!! هناك أقاويل كثيرة واشاعات... لماذا لا تفند و نضع الأوراق على الطاوله واضحة و ناصعة امام الجميع...لم يعد ينفع اضطهاد المعارضة و اسكاتها ... فالتجارب من الدول المجاورة اثبتت فشلها الذريع

 كلنا يدرك ان التاريخ لا يرحم ...و كلنا نذكر عمر بن الخطاب الصادق و الذي قال "اذا اصبت فاعينوني و اذا اخطأت فقوموني " و ردت عليه الرعية بالسيف نقومك فما بال الكلمه الصادقة لا ترى لها مكانا بيننا ...!!!

   فالحوار بين الحاكم و الرعية هو اساس الأستقرار و بالتالي تستطيع ان تكافح كل اشكال التخريب... و مشاريع الهدم... لن ينفع الاستقواء باي جهة خارجية ... بل الوطن و الوطن فقط لا غير...  و أن الحوار في الإسلام له وعليه، و عبارة عمر بن عبدالعزيز عندما توجه إلي إيداع أموال أبناء عمومته لبيت المال وقال لهم: »لكم عليّ كل الحقوق والحق في حياة كريمة وعيشة كريمة وبناء حياة زوجية وأسرية كريمة وليّ عليكم الحب والاحترام«

من يريد منا غير ان يحقق الأحترام و الحب و الوفاء له في حياته و بعد مماته .....يتداول الآن الغرب مبدأ الحكم الرشيد و هو مبدأ اساسي في ضمان تقدم الدول و الحفاظ على مقدراتها و بالتالي انتعاش الاسواق و التجارة و الاقتصاد .. من منا لا يتمنى ان يرى الصادق الأمين يقود مركبته ... فكيف بالبلاد و العباد !!! على الجميع ان يدرك بأن زمن الصمت و الخوف انتهى ... وبدأ عهد العمل ..و الصدق ..و الشفافية... و الوضوح ........لن نرضى الا ان نردد ما حملته الثورة الفرنسية و مبادئها الكبيرة عندما قال منظروها قد اختلف معك بالأفكار و لكن سأقاتل حتى تقول كلمتك بحرية ...

   نريد وطنا للجميع للمعارضة البناءة و للعاملين الحاملين قلوبهم على اكفهم ...يبنون الوطن .. نريد وطنا كما لوحة الفسيفساء منوعه و لكنها غاية في الجمال فالأختلاف للنجاح غنى و تقدم ...وحمى الله الأردن ....و حمى الله مليكه و شعبه

بقلم المهندسة رنا الحجايا