دولة قطر .. الموقف والدعم .. وجهة نظر


منذ بداية الثورة السورية كما يسمونها .. ومع دخول دولة قطر اللعبة السياسية في دعم طرف ضد الآخر سواء على الأراضي السورية أو من خلال دعم وتقديم المعونات والمساعدات المختلفة للنازحين واللاجئين السوريين ــ خفف الله عليهم ـــ على أرض المملكة الأردنية الهاشمية .. منذ تلك الأيام فتحت أبواق الإعلام العربي أصواتها القوية .. وأطلقت مدافعها ونيرانها الفضائية والصحفية والإلكترونية ضد الموقف القطري ، وبما أن لكل إنسان رأيه المستقل خاصة أننا في الأردن نعيش مرحلة الديمقراطية كما يقولون ،، فإن لي وجهة نظر من زاوية معينة .

من الطبيعي أن الدول كلها تدخل معترك اللعبة السياسية بما يتواءم مع مصالحها .. ومن حق أي دولة أن تضع برامجها وخططها وبما يرضاه المحرك السياسي الكبير على هذا الكوكب ... وكان الموقف القطري المعلن هو الدعم المالي بأقصى إمكاناته لهؤلاء الذين اخرجوا من ديارهم وتركوا منازلهم هروبا من آلة القتل والدمار ومن البطش والظلم الذي شهد عليه كل العالم ... فالمواطن الأعزل لا حول له ولا قوة ... وأنا هنا لا أقدم تحليلاً ولا رأياً سياسيا .

نعم لقد بدأت قطر منذ بداية الأزمة وقدمت كل ما تستطيع من أجل التخفيف على شعب تشرد في بقاع الأرض مخلفاً مأساة لن يمحوها التاريخ وللأسف كان ذلك في بلد من أعرق البلدان فكرا ونورانية وتاريخا وحضارة .. إنها سوريا العرب .

ونحن في الأردن كنا أكثر المتضررين لما أصاب إخواننا السوريين ... فالأردن في ظل الأوضاع العراقية المتردية كان يعتمد بالدرجة الأولى على الحركة التجارية في سوريا وهي بوابة الاقتصاد الشمالية للمملكة .. طبعا هذه البوابة الرافد الهام في اقتصادنا الوطني اغلقت نهائيا بعد تطور الثورة .. من ناحية أخرى جاء وجود اللاجئين داخل المدن والأرياف الأردنية وجاء إنشاء مخيماتهم بشكل متدفق وكبير وسريع ... وكان الموقف القطري موقفا مشرفا كما أراه بنظري وبتحليلي البسيط .

ومنذ تدفق المساعدات القطرية الهائلة للاجئين السوريين في الأردن .. بدأ المواطن الأردني يشعر بالفارق الاقتصادي ما بينه وبين اللاجئ السوري الذي أصبح يحصل على دعم يساوي أضعاف مضاعفة من راتب موظف القطاع العام .. وبينما كانت قطر ترسل أموالها ومعوناتها للاجئين أصبح اللاجئ يشعر بتحسن اقتصادي لأنه يتقاضى مساعدات ومعونات من عشرات الجمعيات الخيرية التي أنشئت لهذه الغاية وبدعم قطري كريم .
نتج عن ذلك بشكل مباشر ارتفاع اجور السكن ، بحيث تجاوزت الأجرة الشهرية لبعض البيوت معدل الراتب الشهري الذي يتقاضاه موظف الحكومة .. وهنا لم يكن موقف الكثيرين منا موقفا إنسانيا يوازي إنسانية الموقف القطري ... بل إن البعض منا تحول إلى كاشير وإلى حصالة خاصة أولئك الذين يملكون مشاريع إسكانية وعمارات وبيوت ولو حتى كانت عبارة عن كهوف .. وهنالك حالات أعرفها شخصيا فقد طرد أحدهم شقيقه من المنزل الذي كان يستأجره بأجرة مائة دينار ليؤجره للاجىء بمبلغ 250 دينار ... نعم وهنالك العديد العديد من الصور البشعة مارسناها من حيث ندري ولا ندري ... أصبحنا عبارة عن فرامه ورقية ، الأموال ترسلها قطر للسوريين .. ونحن رفعنا أجرة المنزل والسلع وكل شيء كي نسرق أموال اللاجئين التي تدفعها قطر ... وفي كل مجلس أراهم يتكلمون عن قطر ..
يا أخوتي الكرام ... استفيقوا على الواقع .. وانظروا كم نحن بشعون ... أنظروا ... فهاهي قطر حماها الله تدفع ... ها نحن نبتلع وننتظر أن نتكالب على إخواننا السوريين ونأخذ ما يأتيهم من مساعدات ... والكثيرون منا تنطبق عليهم مقولة ( تجار حرب )
فعسانا نتعظ