ليست هذه اخلاق الاردنيين


لنتفق أولا ومن حيث المبدأ أن هذا المقال ليس موجه للدفاع عن شخص رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور بقدر ما هو موجه إلى التحذير من سابقة أردنية وعلى ما اعتقد أنها مدانة وغير مقبولة وهي دخيلة على طباع الأردنيين مهما كانت الذرائع والمبررات والمسوغات للشخص الذي قام بهذا التصرف الهجين.

لا شك أن الكثير من الأشخاص لديهم حالة بؤس وإحباط عامة جراء الأوضاع التي تحدث في المنطقة العربية على وجه العموم والوضع الاقتصادي الصعب الذي يجتاح مختلف أرجاء المملكة وبشكل خاص الأطراف خارج العاصمة لا سيما وان الأردن تحمل بشكل مباشر أو غير مباشر تداعيات الجوار ولعل مسألة اللجوء السوري شاهد حي على ذلك.

وعودة إلى ماحدث في محافظة جرش فان ذلك يؤشر على الكثير من المعطيات التي بات المواطن متعطش لها وهي سيادة وفرض القانون وهيبة الدولة .

فشخص رئيس الوزراء أي كان جزء من هيبة الدولة الأردنية والاعتداء على شخصة بهذا الصورة السافرة والنشاز هي مساس مباشر لقيمة الدولة لان الحكومة هي ركن من أركان الدولة .

أن نقل مثل هذه النماذج المعيبة لما حدث في العراق إبان حقبة بوش الابن أو ما حدث مؤخرا مع هيلاري كلينتون وتوظيفه على الساحة المحلية تحب بند الديمقراطية وتفريغ الشحنات الزائدة والبحث عن الشهرة عبر استقطاب عدسات الكاميرات والكتابة الصحفية على من قام بمثل التصرف لا يخدم احد سوى كسر الهيبة والانجرار وراء مشروع تفكيك مؤسسات الدولة .

الدكتور عبدالله النسور اتفقنا معه أو اختلفنا أحببناه أم كرهناه رجل لغاية هذه اللحظة لم يلوث ولم يسرق نقود الأردنيين نعم اتخذ حزمة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة والمؤلمة على جيوب الأردنيين لكنها في النهاية شكلت عوامل تصحيح للعمود الفقري المتقوس سابقا في ظل حزام ناري محيط بالمملكة .