أدين قذف الحذاء على النسور
يبدو أن موضة قذف الأحذية تجاه المسؤولين عابرة للحدود، فها هي تحصل في جرش، عندما طار حذاء تجاه المنصة التي كان يجلس عليها رئيس الوزراء عبدالله النسور وعدد من وزارئه.
ويأتي قذف الحذاء تجاه منصة النسور في أعقاب آخر حادثة سجلت في هذا الميدان، عندما قذفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بحذاء قبل أيام، في مدينة لاس فيغاس، أما أشهرها على الإطلاق فهي حادثة قذف حذاء على الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في أثناء مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وظاهرة قذف الأحذية تجاه المسؤولين باتت تعبيرا عن الاحتجاج والغضب، ورد فعل على سياساتهم التي تثير النقمة .
وإن كنا شهدنا فيديوهات وصورا لعمليات قذف أحذية على مسؤولين عالميين، دون أن نجد صورة واحدة لعملية قذف الحذاء باتجاه منصة النسور، فذلك راجع لذكاء الطاقم المرافق للرئيس الذي «حظر» ظهور الصور أو الفيديو. وهي لا شك تسجل له.
هي الواقعة الأولى في الأردن، وتنذر بأن ثمة الكثير من الغضب والنقمة من سياسات الحكومة التي « شعللت الأسعار» وزادت الأردنيين معاناة، حتى لو تراجعت مظاهر الاحتجاج
وكان حريا بالحكومة أن تنتبه إلى حساسية الوضع، وتخفف من أثر هذه السياسات أو تعتذر عن اللقاءات الجماهيرية التي تزيد المسؤولين عادة قناعة بصواب سياستهم وتؤكد نجوميتهم، اللهم إلا إذا جرى تشليح المواطنين « الأحذية».
لست بالتأكيد مع قذف الحذاء تجاه منصة الرئيس، مهما بلغت درجة الغضب والتعصيب من سياسات الحكومة، فثمة الكثير من طرق التعبير التي يمكن اللجوء إليها، دون أحذية.
نعم أدين هذا التصرف، فالرجل «النسور» ارفع مقاماً، وذو فكر سياسي قد نختلف معه، لكننا لا نختلف على مكانته وإنسانيته وهيبته باعتباره مواطناً أولاً ورئيس الوزراء.