وزيرة السياحة..ماذا الذي فعلتِه..!!؟


اخبار البلد- موسى الصبيحي- في خطوة مستهجنة وغير مفهومة بادرت وزيرة السياحة لزيارة سائح أجنبي زلّت به قدمه أثناء زيارته لمدينة البتراء الأثرية، معتقدة أن هذه الزيارة تندرج في إطار واجبها، وتنبع من كرم أخلاقها، وتعبّر عن تقدير الشعب الأردني واحترامه لضيوفه من السوّاح..

ونحن لسنا ضد هذا السلوك من حيث المبدأ، ولكن من حقنا أن نسأل: هل كانت الوزيرة ستزور أي أردني أو ربما مجموعة أردنيين تعثروا في البتراء وأصيبوا ودخلوا المشفى لتلقي العلاج..!!؟

السائح الأجنبي لم يتعرض لمحاولة اعتداء لا سمح الله من أي إنسان، ولم يُصب في حادث إرهاب لا قدّر الله، وكان سقوطه قضاءاً وقدراً، وبالتالي فإن ما فعلته الوزيرة موضع استهجان الأردنيين، خصوصاً وأن مئات الأردنيين يسقطون ويتعثرون وتزلّ بهم أقدامهم كل يوم ولا منْ يسأل عنهم فضلاً عن زيارتهم من قبل أي مسؤول..!! هل أخبركِ يا معالي الوزيرة كم نتعثر كل يوم في شوارع لم يتم تعبيدها أو صيانتها بشكل سليم، وهل أخبرك كم من طرقاتنا ملأى بالحفر والأخاديد ويسقط فيها مئات الأردنيين كل يوم مترجلين وراكبين، بينما يقف المسؤولون خرساً متفرجين..!!

ثمة يا معالي الوزيرة أردنيون يتعثرون على عتبات الوزارات والهيئات ولا يعبأ بهم أحد، وثمة أردنيون يُطردون من مكاتب بعض المسؤولين ولا ينتصر لكرامتهم أحد، وثمّة أردنيون أهينت كرامتهم بسبب الحاجة والعوز الشديد ولا من مسؤول ينظر إليهم بعين الرحمة والشفقة والإنسانية فضلاً عن المواطنة التي يتمتعون بها اسماً دون معنى فلا تسعف في إقالة عثراتهم..!! وثمّة أردنيون يرزحون تحت وطأة البطالة وينتظرون أدوارهم في طوابير قد لا تنتهي وفي الوقت ذاته يشاهدون أسماء تهبط بالبراشوت لتحتل شواغر كانت من حقهم..!! فأي اغتصاب للحق واعتداء على مصالح الأردنيين أكثر من هذا يا معالي الوزيرة.. حتى تكلفي نفسك بعيادة سائح تعثرت قدمه في البتراء، ولستِ مسؤولة عن تعثره..!!

أقسم أن شريحة واسعة من الشعب الأردني تتعثر بأشكال وصور وأحجار مختلفة الألوان والأحجام والمقاييس، وماذا تفسرين معاليكِ نحيب شيخ مسنٍ أو رجل أربعيني أو خمسيني بسبب ضيق الحال، وقلة الحيلة، وضنك المعيشة، وضغط العيال..!!!!!

نحترم كل ضيف تطأ قدماه أرض الأردنيين ويدخل حمى الهاشميين آمناً مطمئناً، فهذا ديدن هذا الشعب الكريم، ولكن لا نبالغ في الحدب والحرص والاهتمام، وما فعلتِه يا معالي الوزيرة يندرج في إطار المبالغة، فما كان ينبغي أن تفعلي ما فعلتِ، فقد خانك التقدير وسوء التدبير..!!

 

Subaihi_99@yahoo.com