دعوة للنقل السياحي


بادرة طيبة ودعوة خيرة  وجهتها وزير السياحة والاثار الدكتوره هيفا ابو غزاله الى شركات النقل السياحي من خلال جمعية النقل السياحي وطالبتها التواصل مع الوزارة والقطاعات السياحية الأخرى لتوفير عروض تشجيعية تتيح للمواطن زيارة المواقع السياحية والأثرية داخل الأردن والحد من سفرهم إلى الخارج.
هذه الدعوة الخيرة جاءت من خلال الجمعية  التي  تمتلك723 حافلة ومركبة سياحية تعمل على توفير خدمات نقل سياحي لزوار الأردن وضيوفه الكرام مع توفير الأمان والسلامة العامة لهؤلاء الزوار.

                                ولعل مفهوم النقل السياحي مازال قاصرا في كثير من جوانبه

 فبعد مرور فترة طويله على التوسع الكبير في عدد الشركات السياحية التي يمتلك بعضها أسطولا واسعا من البولمانات الحديثة والمكيفة ذات المواصفات العالمية, أثبتت حضورا وقدمت خدمات على مدى تلك السنوات في مجالات عدة , وأسهمت في حل أزمات النقل بين مختلف المدن والمناطق.بما فيها ازمات الحج والعمرة  وازمه الجامعات   الا  ان  واقع تلك الشركات يتباين وفقا لمفهوم الخدمة لدى مالكيها وإدارتها, وتبعا للمهمات التي يفترضونها..‏

الا إن الملاحظ إن  بعض تلك الشركات لا ترقى أبدا إلى درجة التسمية التي تحملها, فقد وجد بعض المغامرين من الساعين إلى تحقيق الأرباح بأية صورة فرصة في هذه الشركات, دون أن يمتلكوا أدنى فكرة واعية عن المهمة المناطة بهم.‏

فيبادرون إلى استثمار البولمانات القديمة بأجور زهيدة ويفتتحون مكاتب نقل سياحي, لتخديم المناطق التي تواجه أزمة نقل, وخاصة بعض المناطق الأثرية,او للحج اةو العمرة او الرحلات المدرسية  مستغلين عدم وجود شركات كبرى تخدمها, ومتجاهلين المنعكسات السلبية لتلك الممارسات على واقع السياحة المسيئة إلى واقع الخدمات المقدمة لزائري الاردن

ولاتكاد تخلو رحلة متجهة إلى بالبترا او العقبة او جرش او ام قيس   مثلا من سائح أوروبي يستخدم تلك المواصلات توفيرا للنفقات, وهو يصدم بوسائط النقل غير المزودة بوسائل التكييف وذات المقاعد المعطوبة التي تغطيها الأتربة والأوساخ والغبار, بما يشير إلى طول الفترة التي لم تعرف عمليات التنظيف طريقا إليها..‏

وأمام هذا الواقع المزعج والمؤذي لابد لنا من تنظيم  ومتابعة آليات عمل هذه الشركات, وباعتقادنا أن تداخلا كبيرا في صلاحيات مسؤولي المرور والمحافظة والجهات الادارية ودوائر السياحة تجعل مهمة التحقق من تطبيق خدمات معقولة أمر في غاية الصعوبة.‏

وربما تكون الهيئات السياحية الرسمية و السياحة مدعوة أكثر من غيرها لمراقبة واقع تلك البولمانات التي تراجعت خدماتها بالتسلسل حتى أضحت أقرب إلى العربات البدائية.‏

وهنا  تبرز أهمية متابعة هذا المرفق الذي يعتبر واجهة ينبغي أن تعطي انطباعا إيجابيا, نستحقه جميعاً, ونحن قادرون على تنفيذه.‏