الجربا في الصين .. أين ميشيل كيلو؟
رئيس ائتلاف اسطنبول (حيث لم يعد أحد يستقبل اجتماعات هذا الائتلاف الذي اشهرته هيلاري كلينتون, بعد أن نعت المجلس «الوطني», ورأت انه استنفد دوره وحان وقت تبديل الحرس, سوى حكومة اردوغان, التي انخرطت في شكل مباشر في معارك الساحل السوري ومهّدت الطريق لاجتياح بلدة كسب) احمد الجربا, يبدأ اليوم زيارة للصين, في مسعى منه لثني بيجين عن تأييدها النظام السوري, أو «الوعد» بعدم استخدام الفيتو, كما فعلت في المرات السابقة, وفي سياق مُنسّق مع موسكو, لاحباط أي قرار يستهدف توقيع عقوبات على دمشق أو اصدار قرار في اطار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
يدرك الجربا الخارج من انتخابات «عاصفة» للهيئة التأسيسية لائتلافه المتصدع, والذي زادت فيه على نحو لافت حصة ودور الاخوان المسلمين وخروج (اقرأ إخراج) الكتلة المتأمركة المسماة بالكتلة الديمقراطية التي يرأسها ميشيل كيلو, والتي أُدخِلت عنوة وبضغط من عواصم اقليمية نافذة ولاعبة اساسية داخل الائتلاف, حيث القرار لها في النهاية, لأنها تأتي بالاشخاص وتذهب بهم, تُموّلهم وتُلمّعهم ثم تتركهم في صحراء النسيان والتجاهل, مع إحتفاظها بالوثائق والصور والفيديوهات التي تضمن لها الولاء والصمت, ما دامت الجيوب قد امتلأت والارصدة قد تضخمت والبطون قد شبعت والرغبات (وما ادراك ما الرغبات والغرائز) قد أشبعت.. ووثِّقت.
نقول: الجربا يدرك ان رحلته ستكون صفرية النتائج, على النحو الذي كانته رحلته الى موسكو, والتي حظيت بتركيز ومتابعة اعلامية لافتة قيل في تغطيتها أن الجربا يقدم عرضاً للكرملين «يضمن» فيه مصالح روسيا وأكثر, اذا تخلت عن دعمها للرئيس السوري, وإلا فإنها ستخسر هذه المصالح عندما تنتصر «الثورة», وكان الى جانبه المنظر المتأمرك ميشيل كيلو, الذي افاض واستفاض في تفسيرات ديماغوجية وهاذية, لم تُقابَل من رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف, سوى بنصف ابتسامة فهمها كثيرون على أنها تعبير عن لا مبالاة روسيّة ازاء معارضة ما تزال في طور المراهقة، حرقت كل المراحل واطاحت بكل قواعد اللعبة السياسية عندما ارتهنت نفسها مبكراً لقرار العواصم الاقليمية وخصوصاً تلك العربية التي لا يهمها سوى تدمير سوريا الوطن والكيان والدور والحضارة.
ما علينا
احمد الجربا بقي رئيساً للإئتلاف, ولم تُمسّ مكانته (حتى اللحظة) رغم ان هناك من يُحمّله مسؤولية «تفتت» كتلة ميشيل كيلو «الديمقراطية» ويأخذون عليه انه «يوزع» الاموال بمزاجية ومسؤول عن حال الاستقطاب الحاد (كما الانقسامات) في الائتلاف، اضافة الى وجود فساد مالي وفشل الجربا في اقامة علاقات «متوازنة» مع (أصدقاء) الشعب السوري على ما يقول الكاتب السوري المعارض احمد كامل, الذي يكشف عن مسألة اكثر خطورة وهو عمل الجربا على «تهميش» الجيش الحر وإضعافه, من خلال سياساته (..) الخاطئة.
تندلع الاسئلة الكبيرة هنا، رغم ان الصورة باتت اكثر وضوحاً، سواء في ما خص ارتفاع او قل عودة ثقل الاخوان المسلمين الى الائتلاف، اضافة الى تبعية الجربا الى عواصم اقليمية (ثلاث) ما تزال حتى اللحظة هي التي تُصّر على المضي قدماً في تدمير سوريا ووضع العراقيل امام اي خطوة او اقتراح او مبادرة لعقد (جنيف3) وما تزال تتحدث ببلادة وتواطؤ ووضاعة عن اعادة التوازن الميداني وعن الحسم العسكري وعن ضرورة تنحي الرئيس السوري رغم الفشل الذي حصدته مغامراتها الخائبة بدءاً من الغوطتين والقلمون وحمص وها هي الان تخوض بيأس معركتي حلب وخصوصاً الساحل حيث تراوح الاخيرة مكانها، رغم «الاحتفال» الصاخب الذي رافق اجتياح «كسب» والحديث الخائب عن موطئ قدم للمسلّحين على الساحل السوري الذي سيمكنهم (وفق ما يتمنى الرعاة والممولون الذين يخوضون المعارك بدم السوريين ولحمهم العاري) من التزوّد بالسلاح مباشرة.
هل قلنا معركة الساحل؟
نعم، إذ يقال ان ميشيل كيلو اليساري التائب والمتأمرك لاحقا والرجعي التمويل والخطاب، قد دفع ثمن «تحذيره» من الكارثة التي ستجلبها معركة الساحل على «الثورة», نظراً للبعدين الطائفي والمذهبي, اللذين يحيطان بهما, ما اثار حفيظة الذين راهنوا كثيراً وطويلاً على تلك المعركة التي اسموها بالانفال.. فأسقطوا كتلته!
أياً تكن النتيجة والمبررات, فإن ما آل اليه إئتلاف اسطنبول, يزيد من الثقة بأنه قد بات عبئاً على «أصحابه» كما على الذين تم «انتدابهم» لتسيير اعماله, ما بالك وقد خرج أحد الثوار الغر الميامين يطالب بالصلح مع اسرائيل (كمال اللبواني) ويدعو الى تحويل الجولان الى منتزه للسلام.
اللافت أن أحداً من «ثوار الإئتلاف» لم يرد على اللبواني لأن الاخير لديه من الوثائق والارقام والمستندات ما يُخرس كل «مزايد» عليه..
ماذا يفعل الجربا في الصين اذاً؟
اسألوا وزير دفاعه «المغوار».. أسعد مصطفى.