الروابـدة: شـرارة الربـيـع العـربـي جـاءت من دول وقعت فيها انقلابات عسكرية سابقا

قال رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة انه لا يعقل ان يكون الربيع العربي قد انطلق فقط بعد ان أشعل الشاب التونسي البوعزيزي النار في نفسه.
واضاف الروابدة في الجلسة الحوارية التي نظمتها الجمعية الاردنية للعلوم السياسية مساء امس السبت في مقرها بعنوان «اداء مجلس الاعيان»، إن الشرارة جاءت من الدول التي وقعت فيها سابقا انقلابات عسكرية، مشيرا الى ان من قام بالربيع العربي شباب غير عقائديين استخدموا وسائل اتصالات حديثة، بينما انتظرت الأحزاب السياسية في البداية وبعد تخاذل، لكنها عندما رأت ان ما يجري حقيقي ركبت الموجة، في حين انتظر العسكر في البداية حتى علموا ان التغيير قادم.

وأشار الى ان الأحزاب والعسكر والقوى الاجنبية ركبت جميعها موجة دول الربيع العربي، بينما الأنظمة القديمة التي كان لها مشروعية كانت تعاني من تخبط.
وقال: إن النظام الذكي هو النظام الذي استطاع مواكبة الربيع العربي وعمد الى انتهاج اصلاحات سياسية حقيقية وذكية.
وعلى الصعيد الفلسطيني قال الروابدة ان قناعتي ان العالم بدأ يتجه الى حل القضية الفلسطينية لكن وفق رؤيته الخاصة وليس وفق الرؤية الفلسطينية وان التوجه اليوم لحل القضية الفلسطينية على حساب الأمة العربية، مشيرا الى ان هناك عناصر لتمزيق الأمر عبر اشخاص متكسبين من الاقليمية.
وأشار الى ان أي تفريغ للضفة الغربية من أبنائها أمر يخدم إسرائيل، منوها الى انه في المواضيع القومية لا يجوز استخدام اللغة العاطفية لوحدها.
وحول رايه في مجلس الاعيان قال الروابدة ان الدستور حدد مهام مجلس الاعيان وان له وظيفة تشريعية ورقابية، لافتا الى انه في المجال التشريعي فمجلس الاعيان متماثل مع مجلس النواب.
واضاف، اذا عدل الاعيان على قانون جاءه من مجلس النواب فيعاد الى النواب فان رفض التعديلات، تعقد جلسة مشتركة للمجلس، اما في الشق الرقابي فهو خاص للنواب فقط وإن مجلس الاعيان يسأل ويستجوب لكن لا يطرح الثقة.
وفي الشان السوري قال الروابدة، بعد ما جرى في القرم لم يعد هناك إمكانية لحسم عسكري في سوريا، مشيرا الى ان الأقليات تخشى من الثورات، لهذا وحماية لها وقفت مع الأنظمة.
وأضاف، لا اعتقد ان هناك حربا قادمة على سوريا، مشيرا الى ان أي حرب ستؤذينا ونحن غير جاهزين لها.
وفي الملف المصري، قال الروابدة إن مصر ستدفع ثمنا غاليا وأن الوضع سيتعرض لصدمات وفي النهاية سيقف العالم الى جانبه حتى يستقر خوفا من التطرف، لافتا الى ان ما تريده إسرائيل هو ابقاء الدول حولها ضعيفة حتى يسهل التعامل معها، معبرا في الوقت ذاته عن عدم اعتقاده ان هناك إمكانية لان تلتقي اسرائيل مع إيران.
واضاف الروابدة ان ما جرى في موضوع الإصلاح غير كاف لكنه مستمر، مشيرا إلى ان الحراك الأردني في الربيع العربي كان له نتائج ايجابية رغم غلو بعض الأصوات.
واشار الى ان في بلدنا هموما كما فيه انجازات نفاخر بها، داعيا إلى تعزيز الانجازات الوطنية كما يجب التعامل بذكاء مع نقاط الضعف، مبينا ان المملكة تعاملت بذكاء مع الحراك.
وقال نريد دولة قانون ومؤسسات وليس سلاحا وعنفا، داعيا الى «تطبيق القانون على الجميع بمنتهى الذكاء» ومصارحة المواطنين بكل ما حدث ويحدث.
وعبر الدكتور الروابدة عن اعتقاده بان وقتا طويلا ما زال أمام الإصلاح حتى ينجز.
وردا على سؤال حول أداء مجلس النواب قال الروابدة «صحيح ان الأداء ليس مبدعا لكنه جيد، مشيرا إلى الظروف والاحداث التي رافقت عملية الانتخابات.