صناعة الأزمة 1: فيصل الفايز رئيس مجلس بعقلية رئيس حكومة تعثر في الخطوات وصدمة قبل نهاية الدورة الأولى
ملاحظة هذه سلسلة مقالات صريحة جدا لمصلحة الوطن سأنشرها إثر لما حدث في الأردن بالفترات الاخير
وستوفر كل الحلقات في مدونتي أيضا
http://omarshaheen.maktoobblog.com/
أخبار البلد- كتب عمر شاهين-ثمة صدمة كبيرة في الأداء السياسي لرئيس مجلس النواب، في الأحداث السياسية الأخيرة، منذ نشوة الساحة الشعبية والسياسية ، بالتغيرات العربية غير المسبوقة، والتي أطاحت بأنظمة سياسية ، لم تكن أبدا في خانة التوقعات، قبل عدة اشهر فقط. مما صعد خطاب الإصلاح السياسي المحلي، بل وصنع ما سمي بالاستقراء على الدولة نفسها، وظهور قراءات قلبت موازين تقيم مراكز الولاء الموثوق بها سابقا.
ستستمر هذه الظروف على الأردن بكل سلام، وستظهر متغيرات في التعاطي الحكومي، كبيرة جدا، بعد هدوء العاصفة والتي ستستقر في مصر ، ولن يتوجه الإعصار مجددا إلى دول مركزية ، أخرى، وخاصة التي اتعظت من الدرسين المصري والتونسي وتلافت الأخطاء.
وفي ظل ظروف لم يعاني منها الأردن مسبقا، في ظل بيانات، ومتطلبات ، وخطابات إعلامية لم تظهر يوما بهذا الطرح الجريء ،الذي لم يكن يصدر مسبقا ، ولم يصل التصعيد به،و لم تظهر النخب السياسية التي لطالما، كانت تعتبر انها قوى مؤثرة سياسية بل وقادرة على قراءة الشارع.
نتاج ما قدم مسبقا من أداء فاشل سياسي واقتصادي ، فجر الأزمات الحالية. والنتيجة الواضحة اليوم لا يوجد ما سمي سابقا بمراكز الثقل السياسي. أثبت أنهم صناع أزمات منذ 1989 الى اليوم ، حينما قبل الشارع بالهدوء مقابل أن تبدأ الحكومة بإصلاح سياسي يجب المواطن الثورة لأجل لقمة عيشه إلا أن وضعه تردى ، إلى ما قبل 89 بعد أن ارتفعت الأسعار وينتظره 12 مليار من الديون؟
حينما أعلن دولة الرئيس فيصل الفايز ترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية ، قيل أن المطبخ السياسي الأردني يريد وضع قوى سياسية لتعويض الفراغ في مجلس النواب، بعد إبعاد شخص بحجم الباشا عبد الهادي المجالي ،الذي كان يسيطر على زمام المجلس، واعتمد في قوة الفايز في شعبيته الكبيرة بين الإعلاميين، ويده النظيفة، وكمرشح يحمل لقب رئيس وزراء سابق ويدرك مداخل السياسة الأردنية.
من الطبيعي أن يفرز الوضع السياسي في الأردن نتائج سياسية جديدة ، فلم يكن في الحسبان، و في اللحظة الأهم وهي اعتصام عشائر بني صخر للمطالبة في حقوق الواجهات العشائرية، أن يغيب رئيس مجلس النواب وهو صاحب اكبر مركز ممثل للشعب واحد أكبر وجهاء العشيرة، بالرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى تدخله مبكرا، وقبل الاعتصام ، لحل هذه الإشكالية أو تأجيل التباحث بها، ليظهر السؤال الأهم عن قوة تأثير رئيس مجلس النواب في معقله، فغيابه، وانتقال محور التجاور في القضية إلى مدير الأمن العام الباشا حسين المجالي.ضرب قوة الفايز بزلزال بدا من مادبا وانتهى في العبدلي.
فرئيس مجلس النواب الحالي لم يعمل لإعادة ثقة المواطن لمجلس النواب بالرغم من متابعته الدقيقة لأخطاء مجلس النواب السابق، وما نتج عنها من اضطرابات شعبية، أدت إلى حله، إلا أن الفايز قاد المجلس إلى نفس الأخطاء السياسية نفسها، بشكل أثار استغرابي، ووضع المجلس في حضن الحكومة كما فعل الباشا عبدالهادي المجالي، ولكن هذه المرة بلا ثمن ، فقد تعامل الفايز كرئيس حكومة وليس رئيس مجلس نواب، مع أن الكثير حذره من هذه النقطة المهمة جدا فأعاد نفس أخطاء الباشا عبدالهادي المجالي ووضع النواب في حضن الحكومة وحكومة من .... . احد اشد خصومه وهو سيمر الرفاعي .وفي هذا ضرر في الثقة الشعبية والسياسية في المجلس وكذلك في نفس سياسية دولة فيصل الفايز.
وفي فترة صعبة لم يعد بها المجاملة والغزل ناعم ممكنا، فلا بد ان نصارح رئيس مجلس النواب بأخطائه السياسية الكبيرة، فترشيح دولة أبو غيث من البداية خلق أزمة،ثقة للمواطن في مجلس النواب فقد أعلن منذ اللحظات الأولى من رئيس مجلس النواب القادم هو فيصل الفايز ، وهذا أظهر انطباعا أن المجلس سيحمل تكوين حكومي ، بعيد عن نزاهة انتخابية وهذا قبل اشهر من بدء الانتخابات... . فاز فيصل الفايز، وأكمل المسيرة فورا ، في مشهد أثار جميع مشاهدي انتخابات رئيس المجلس ، بطريقة لا تليق بالحياة الديمقراطية، فمنع منافسوه من ترشيح أنفسهم ودخلت الفزعة مكان القانون الداخلي والتكوين الديمقراطي..
منذ تولي الفايز لرئاسة المجلس استفتح بتجير النواب للصالح الحكومي فقام بمهاجمة زكي بني رشيد احد أهم رموز جبهة العمل الإسلامي، وسخر جلسة المجلس الأولى لهذا الشأن، دون أن ينتبه إلى أنه يصنع عداء مبكرا مع أقوى فريق في المعارضة، ويجدد الصورة الحكومية الكلاسيكية في التعاطي، مع المعارضة، وليؤكد أن المجلس يحمل مهام حكومية أكثر من شعبية.
بعد ذلك قام الرئيس باستعراض سيطرته على مجلس النواب فقدم ثقة، لا تستحقها حكومة الرفاعي ، وتحولت إلى وسيلة طرافة للمجلس، أطاحت مبكرا في ثقة الشعب ، بمجلس النواب، الذي سمي مجلس 111 ، وهذا أيضا اظهر حالة استهجان من كل محبي فيصل الفايز ، لأنهم يعرفون وجهة نظره نحو شخص سمير الرفاعي، ولطالما اظهر استيائه من تصرفات الرفاعي كشاب لا يدرك ماذا يفعل، ولكن الفايز قفز عن كل هذا واستغل النواب الجدد أو من ما زال يحمل العقلية الحكومية الرسمية وأعطي الرفاعي ما لايستحقه،فنتجت الأزمات والمسيرات التي أطاحت رسميا بحكومة الرفاعي وشعبيا بمجلس النواب.
أثناء كل الأزمات لم يدعوا أبو غيث نوابه للتوجه الى الشارع ، وتهدئة الحراك العشائري ، وإقناع الشارع ، بضبط النفس أو انتظار الإصلاح، او تبرير ثقة 2011 وهذا يعني باختصار وواقع أن الفايز الذي نحب ظن أنه يقود وزراء حقا وليس نوابا، وهنا كان بامكان رئيس مجلس دمج النواب فورا مع قواعدهم الشعبية في مهرجانات لقاء وجوار قبل أن تتفجر هذه الأزمات.
Omar_shaheen78@yahoo.com