اوطان مباعة

اوطان مباعة
ام للبيع
يقول الموّال العراقي المضيِّع ذهب بسوق الذهب يلقاه والمضيّع وطن وين الوطن يلقاه وهكذا اضاع العرب اوطانهم بالجهل والخيانة وسوء التقديرفضاعت الاندلس والاسكندرون وها هي فلسطين في اواخر صفقة الضياع وعلى نفس الدرب تسير سوريا والعراق وليبيا ومصروموريتانيا ولبنان والصومال والسودان وغيرها حيث تتّجه تلك الاوطان للتفكّك والنهب والضياع !!!!!!
وكما كانت نهاية الأندلس مؤلمة للمسلمون حيث اضاعوا اهم معاقلهم في قلب اوروبّا بسبب تفتّت الدولة الى دويلات صغيرة متخاصمة وتحالف امراء تلك الدويلات مع الاعداء ضد بني امّتهم فكان ان ضاعت دويلاتهم واحدة نلو الاخرى إلى ان ضاعت الاندلس بكاملها وكأن طمع حكام الدويلات وضياع ضمائرهم وعقولهم ادى لفقدانهم رشدهم وآهليّتهم لقيادة شعوبهم وقدرتهم على الحفاظ على اوطانهم فهل نتّعظ نخن الآن وخاصّة الحكّام العرب من ذلك خاصّة ونحن نرى الخطط الصهيونيّة لابتلاع ما تبقّى من الارض الفلسطينيّة بعد حرب 67 وتهويد القدس الشريف بل واعلان اسرائيل دولة لليهود فقط بكل تبعاتها المستقبليّة في نفس الوقت الذي نرى فيه ان الصقيع العربي وبتخطيط امريكي صهيوني عربي يميل الى تقسيم الحدود التي تعلمناها منذ اللدغة الاولى بأنهاجغرافيا للوطن العربي الى اقسام اخرى طائفية وقوميّة وعرقيّة في نفس الوقت الذي يتسابق العديد من حكّامنا الى التقرّب من امريكا وبني صهيون والروس لإنقاذ كراسيهم وابعاد طائرات الناتو عن مرمى رؤوسهم وأقفيتهم دون السؤال عن الاوطان الى ماذا ستؤول وهل ستدخل المزاد لمن يشتري بالجملة او المفرّق فالبعض جاهز لجميع السيناريوهات وبابخس الاثمان المهم ان يأخذ الشاري الجمل بما حمل الوطن من هموم وديون وفاسدين وخونة وثروات ورهون .
وكيف نفسّر ان شعوبا عاشت تشكوا الفقر وضنك العيش بالرغم من وجود ثروات في بطنها وعندما يموت زعيمها المستبدْ تتكشّف مليارات في حساباته وحسابات عائلته في الخارج .
وكيف لنا ان نصدّق ان الصقيع العربي لم يكن مدبّرا او على الأقل لجم وقيّد عقاله الى حيث تريد الصهيونيّة العالميّة وامريكا القوّة الاحاديّة حيث فشلت كل ما سمّيت ثورات الصقيع العربي وساء الوضع الاقتصادي والاجتماعي لتلك الدول واتجهت للإستجداء من دول وصناديق اخرى لتؤمّن عيش مواطنيها بينما دول اخرى تنتظر اقدارها وما يُخطّط لها .
شعوب تعرف انها تُنهب وان اوطانها بثرواتها تُباع وأن حرماتها تُنتهك بل وتعرف سارقيها وبائعي اوطانها وتخشى ان تشير اليهم خوفا من قطع اليد او السبابة التي تشير الى موضع الالم او المسبّب له بالرغم من التقدّم الواضح في وسائل الإتصال والإعلام وبالرغم من انهم يردّدون مع العالم ان الكون اصبح قرية صغيرة ولكنّهم يجدون ان وطنهم غابة كبيرة تملؤها الأسود والثعالب والافاعي وانها محيطات تملؤها الحيتان واسماك القرش المفترسة .
وهنا تكتمل المعادلة الفرعونيّة بشعب جائع خانع وحاكم متفرعن ووطن قابل للضياع فتتولّد بيئة خصبة للجريمة بدءا من قبول الرشوة بل وتبريرها الى اهتراء في منعة الاجهزة الامنيّة والرقابيّة بل وتراجع في قيمها ومهامّها وتبرير ذلك الوهن وربطه بلقمة العيش ثمّ الى استئساد الفاسدين وتغوّل من بأيديهم السلطة وهكذا يهيمن على الاوطان أناس ظلاّم لمواطنيهم محابون لفاسديهم وموالون لمعاديهم فينخر في الدولة السوس وتتفكّك اركانها ويذهب الوطن مع الريح .
وبتنا غير واعين او متأكّدين اي الاوطان بيعت وايّها معروضة للبيع ومن هم المشترون يهودا كانوا ام امريكانا ام روسا ام غيرهم .
اللهم إحمي الاردن وطنا عربيا هاشميّا واحفظه اللهم ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه أي مكروه واجعله عزيزا قويّا على الفاسدين والمعتدين.
احمد محمود سعيد - عمّان
9 / 4 / 2014