الانتخابات العراقية.. دعاية «مفضوحة» الثمن



يظهر رئيس وزراء عراقي أسبق « علماني» على الفضائيات، في إعلان دعائي « انتخابي» مدفوع الثمن، قائلا: «إن ثروة العراق نهبت، ومن حق العراقيين أن يتمتعوا بثروتهم». تلك افتتاحية ضرورية للتسخين ضد نوري المالكي الذي بدد ثروة العراق وجعل العراقيين يستفون الخطابات وغبار المعارك الجارية في الأنبار.
في المقابل سياسي شيعي يطمح إلى دور سياسي كبير يظهر بكامل قيافته في إعلان آخر «مفضوح الثمن»، يقبل رؤوس العجائز اللواتي يقعدن الأرصفة وأيدي الأطفال الفقراء، في مفارقة تنبي بالضحك على الذقون، ليقول إنه يمتلك البديل، لما ساد منذ احتلال بغداد عام 2003.
الملاحظ أن كلا المرشحين اللذين يهاجمان المالكي حاليا، وتياريهما، سبق أن تحالفا أو عملا معه على الأقل طيلة سنوات ماضية، وكانا ممثلين في البرلمان والحكومة، ما يجعلهما مسؤولين عن جزء من السياسات التي أودت وتؤدي بالعراق، وعن الخراب الذي حل، أو على الأقل «وفرا الغطاء لتلك السياسات»، مهما تجملا أو تجددا في محاولة لقطف ثمار الانتخابات المقبلة.
ولا يعني ذلك أن نوري المالكي وقائمته «دولة القانون» هي الحل الأمثل للعراق، فالسياسات التي انتهجها طيلة سني حكمه الطويلة، كرست الخراب والفساد والمراوحة فيهما، ولم تقدم للعراقيين أدنى أمل لمستقبل أفضل.
الأنكى أن المرشحين على كثرتهم، عبارة عن وجوه مكرورة، خبرها العراقيون، وما عاد ممكناً أن يثقوا بهم، سواء مخضتهم المرجعية ثقتها، أو إيران وأمريكا، أو دول أخرى ما تزال تلعب في ساحتهم.
قطار الانتخابات يمضي ولن يتأخر في الوصول إلى محطته النهائية، رغم دعوات جدية إلى مقاطعتها، كونها لن تأتي بجديد، وستدشن مرحلة جديدة لن تختلف عن سواها، فالمكتوب يقرأ من عنوانه، وسياسيون من هذا النوع لن ينتجوا إلا تكرارا للوضع السائد، إن لم يكن أسوأ منه.
المليارات تصرف في هذه الدعايات الانتخابية، التي كان أجدى لو صرفت لإيصال مياه الشرب النقية إلى المواطنين أو حل مشكلة المجاري أو ضمان عدم انقطاع التيار الكهربائي، لكي لا أقول إقرار الأمن والآمان.. ومن عجب، أن يلجأ مرشح إلى طبع بوستراته وتوزيعها على المواطنين ملصقة على دجاجة مشوية، في بلد كان بلد خير، و»شعب شبعان من يومه»، فأي احتقار وامتهان لكرامة العراقيين هو هذا؟