ضريبة العرصات
لا تخشوا، معاذ الله أن نقول فحْشاً.
لكن الضرائب ميزة الحكومة الرشيدة صاحبة الولاية والتي رأيها من رأسها!!
فالضرائب أسهل وسيلة لتغطية نفقات النهب(أو تغطية العجز) بلفظ موارب فضريبة المسقفات والمباني وضريبة المعارف والدخل والمبيعات، وضريبة الضريبة وافتح المعجم واسأل من كان به خبيراً لتترجم معناها والضريبة على المجموع- وما أدراك ما هي؟
الضريبة لا اسمها مؤنس، ولا حروفها مألوفة محببة.
وهي مبنى ومعنى وتطبيقاً موجعة ومؤلمة...
مسؤول أردني سابق أراد أن يسعف الخزينة من جيوب المواطنين مهما كانت أحوالهم وفقرهم(ونقرهم) قبل التحول الاقتصادي العظيم!! فتقدم الفريق المتزلف الجاهز بأنواع جديدة مقترحة من الضرائب وكان منها ضريبة (العرصات) ولا فرق عند هؤلاء بين تسكين الرا وفتحها، فقال الأمير وهو يضحك ملء شدقيه:-وكيف نجمع العرصات لنأخذ ضريبة عنهم؟
العرصة وجمعها عرصات لها أبناء وبنات وذراري، ومن يقبل أن يكون ابن العرصة أو أباها أو ابنتها...؟
وفي بلاد العرب ابن العرصة أسماء شوارع شهيرة ويمكن ان تحسن بأسماء جديدة لبعض المشاهير الكبار ويكتب اسمه ويتبعه بين قوسين(ابن العرصة سابقاً).
وللناس فيما يعشقون مذاهب.
العرصة لغة بفتح (الراء)- هي مساحة الأرض خارج المنزل أو المسافات بين الدور التي لا بناء فيها، أو هي الأراضي في المدن التي لا يقام عليها أبنية بعد.
لا تذهبوا بعيداً ولا تظنوا أنه قد انفلت العقال وانفرط عقد القيم في الكتابة رغم قسوة الظروف.
ولا تنسوا الضريبة وأعينوا بلدكم على الاستقرار والأمن والأمان بالترحيب بالضرائب، وفتقوا أذهانكم لاختراع أنواع جديدة منها..
ولكن أين...
ضريبة المواطنة....
ضريبة الحرية....
ضريبة الكرامة والعزة والشهامة....
ضريبة الاستقلال والانعتاق....؟
هذه الضرائب هي التي تعود على الامة بالنفع، ولكن التهرب منها هو السائد، وليس هناك من هو معني بتشجيعها- أو الحرص على دفعها، إلا بعض الأردنيين الأحرار الذين لا يلتفتون إلى الوراء ولا ينتظرون الأعطيات.
إنها أقل كلفة من ضريبة الذل والاستكانة والخذلان التي يتسابق الناس لدفعها وبأثر رجعي.