البتراء بين إنصاف الرئيس ومواثيق الطاقم الوزاري


لعلها كلمة حق في ساعة حق ، أدلى بها رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور في زيارته بالأمس للبتراء، حينما وصف حال البتراء بغير المتغيّر على مدى عقد من الزمان، واصفا الحال بالمخيب للآمال.

و نثني على هذه المقولة بالقول : أن البتراء – بئر النفط الأردني بامتياز والشريان الأبهري ماليا في الأردن- قد عاشت تلك المسكينة ردحا من الزمان تعاني ضلالة السماسرة في ظل مسؤولي التخاذل والتنفيع. تلك النخبة التي حالت بين البتراء وثياب العيد ، ودأبت على عرقلة تطوّر بقعة جغرافية هي جزء من نسيج جغرافي واجتماعي أردني بامتياز.

وما نريد أن نوصله لدولة الرئيس أن الصراع البارد بين أبناء المنطقة وأولئك السماسرة قد استغرق تلك الحقبة الزمنية من تاريخ البتراء ...فأبناء المنطقة هم الرافضون دوما لمساع ِ السمسرة على البتراء ، وتلك الفئة الميكافيلية النفعية كانت هي الساعية دوما لعرقلة جهود وتشريعات الاستثمار، طالت أيديهم حتى همزة البتراء. فإما أن يلبس الأهلون ما يحاك لهم من ثياب قد لا تناسب ورعهم وعفتهم وانتمائهم ، وإما أن لا يصار إلى كسوتهم. ودوما كانت مسألة الميراث في البتراء تضبطها معادلة ابسط قواعد الحساب ، وهي إما أن يرث السماسرة والدلالين وإما أن يحجب الميراث عن ذوي القربى والأهلين.

يا دولة الرئيس : أهل البتراء أناس طيبون لفّهم الوفاء والانتماء منذ فجر تاريخ الدولة ...هم أناس يبحثون عمن يفتقدهم بحضن وفاء يربط أواخر الخطى بأول الطريق ... رسالتهم من البتراء الوردية إلى عمان المدّثرة بعباءة العز الهاشمية أن : أنتم طعم القهوة وقصيدتهم فيكم نكهة الهيل. وأن بتراءهم حشرت في جيبها همّا عتيقا فإلى أي سماء تتوسل؟!! شارعهم متضرر، محالهم متضررة، فنادقهم يعزف عنها النزلاء في أوج المواسم .

أما مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي ، فشهادة حق نرتجيها عند خالقنا و خالقكم ، فهو مجلس حقبة كشف الحقائق ونبذ التدليس وكشف الستار عن الزيف وإماطة اللثام عن وجه الضّالين المضلين......هو مجلس متجانس متحاب يعمل بروح الفريق ، مجلس أيقض الغافي في نفوس موظفين متحفّزين للعطاء محبّين للعمل. هم (مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي) فريق تجمعهم قواسم الخير والصلاح ،هم بذرة المواطنة الحقة وشذى العمل الدءوب المضني ...لا شيء يرمم معاناتهم المتراكمة على مدى سني عجاف سوى صدق وعود طاقمكم الوزاري .....فكم من كتاب قرأناه في ظل سالف الحكومات وخذلنا النبوءة...

فمجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء ، رجال لا ينقصهم سوى ظل مجتمعي منصف مؤثر للصالح العام على حساب الصالح الفردي وهو موجود بحق ونراهن عليه ، وظل رسمي لا يعرف لغة الكلل من الاستماع ، فالبتراء طيّف محمّل بقرن ونيّف من التفاصيل الموجعة التي تحتاج لأطباء يسمعون الشكوى - مكللة بتسمية بالعلاج من المجلس ذاته وهذا ما نراهن عليه أيضا- ثم يسعون يدا بيد في التضميد التطبيب؟!!!


همزة البتراء قدح من نبيذ الاسم نبلل بها حنجرة الوطن . كتبنا لأن الله لا يصلح ما أفسدته النخب ما دام العموم غافلون...........