الاعتداء على «درك الزعتري».. ومحافظة المفرق
في هذه الزاوية تحدثنا قبل اسبوع عن الوضع المزري الذي تعيشه محافظة المفرق، وسط تطنيش الجهات المعنية، وتعتيم إعلامي لما يجري في المحافظة وفي المدينة.
وعندما وقعت الفأس بالرأس، وتم الاعتداء على رجال الدرك والشرطة في مخيم الزعتري، انبرى الجميع للحديث عن «قنبلة موقوته» وعن «كارثة» في محافظة المفرق.
الوضع في المفرق، محافظة، ومدينة لا يمكن السكوت عنه، فالامور الصحية في تفاقم كبير، ويمكن التأكد من هذه المعلومة برفع سماعة الهاتف والاتصال بمدير صحة المفرق، كما ان الوضع البيئي سيئ للغاية، والنفايات تتكدس في الشوارع بوضع لا يمكن تحمله، ويمكن كذلك التأكد من هذه المعلومة بالاتصال برئيس البلدية.
الوضع الاجتماعي مأساوي للغاية، والامور هناك تتفاقم يومًا بعد يوم، فالسكان يتحدثون عن حوادث اجتماعية بعيدة تماما عن قيم ومبادئ مجتمعنا الأردني.
ما حدث لأبنائنا من الدرك والشرطة من اعتداءات كانت متوقعه تمامًا، اذْ إنّ ايجاد أكثر من 180 ألف شخص في عدة كيلومترات مربعة بالتأكيد سيؤدي الى كوارث وجرائم، فضلا عن انتشار المخدرات، والاوضاع الاجتماعية السيئة للغاية.
أعتقد انه مطلوب من عدد من الوزارات ان تقوم بعملية «إنزال» في المفرق، لا للتأكد من الأوضاع المأساوية هناك، بل لمعالجة الخلل، وايجاد الحلول على أرض الواقع، وبعيدا عن كاميرات التلفزيون.
كنا حذرنا في مقالة سابقة بأن الامور تسير بشكل مطرد، وان الوضع في المفرق سينفجر في أية لحظة، وان الامور تسير بشكل سريع، يوحي بأننا اصبحنا على فوهة بركان.
لا بد من تحرك حكومي ينقذ الاوضاع في الزعتري، ويحل مشاكل المدينة، ويحد قدر الامكان من معاناة السكان هناك، فهل ستفعل الحكومة هذه المرّة، أو انها ستتعامل مع الوضع بأن تجعل اذنًا من طينٍ والأخرى من عجين؟!!.