ما لا يعرفة النسور عن ذيبان!!


تمنيت لو أن الملك "ميشع" الذي حكم ذيبان في منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد مازال على قيد الحياة، ولو لبرهة من الزمن؛ ليروي لأبطال الخصخصة والصلصلة، والفلسفة وتجّار الأوطان وسماسرة الغذاء والدواء، حكايات وحكايات عن هذه المدينة الأردنية الشامخة والتي سطّر من خلالها الملك "ميشع" ورفاقه العديد من الانتصارات العسكرية والحضارية ولعلّ مسلّته الشهيرة التي تقبع حالياً في إحدى اللوحات الزجاجية في متحف اللوفر في باريس شاهدة على عظمة هذه المدينة الأردنية الخالدة، التي تسابق رجالها في الذّود عن تراب الوطن كلّما علا الصوت طالباً الجهاد.

لست بالطبع عنصرياً ولا من محبيّ المنطقية والإقليمية والجهوية_ لا سمح الله_؛ ولكنها ذيبان التي لا أذكر يوماً أنّ شابها القصور، أو أن شبابها عصوا ربّانها في التواجد على الثغور، أو أنهم تخلّفوا عن دفع فواتير الخدمات من أجل أن يعلا البنيان، ويعمّ الأمن والسّلام، فتواجدوا في ساحات العزّ رافعيّ الرايات، ليبقى الوطن شامخاً ومحلّقاً في العلياء، فوقفوا مع الوطن في رخاءه ولم يغادروه في محنته السياسية والاقتصادية؛ لأنها الأردن لا يخلد الا في القلب؛ ليبقى ساكناً في مكان لا يهوى الا الحب والمجد.

كل ذلك لا يشفع لذيبان، أن يغالط موكب رئيس وزرائنا الأفخم مسيره ويعاكس مخططه البروتوكوليّ، ليتجه للمدينة التي قالت لا وألف لا لكل مسئول ينكث العهد والوعد في أداء واجبه الوظيفيّ على أكمل وجه، ويتخذ من الوطن مزرعة يستنشق من هواءها فقط هواة المحسوبية والواسطة وتسلّق المناصب، ومحبيّ الأبراج العاجية والسياحة الأوربية، وغيرها من مظاهر البذخ التي كلّفت خزائن الوطن الكثير الكثير.

فأهل ذيبان: دولة الرئيس الأفخم سبقوا مقررات الصندوق الأسود حول التخاصية ووثيقة لجان النزاهة فأدركوا عظمة الوهن الذي أصاب جسد مؤسسات الوطن، فعلت حناجرهم في ساحات الوطن مطالبين التوقف عن المجازفات والتلاعب باقتصاد الوطن، لأنهم يعلمون أن الوطن لا يستحق أن يعيش فيه الا من يحميه.

ومع ذلك لم تنل ذيبان من صناديق النفع والتطوير الا المواعيد التي باتت شبحاً يهدد جذور الأمل التي تولّدت من جديد، فصبراً يا أهل ذيبان!.