هراوة «فيصلاوية» ومخالفة «وحداتية» أم العكس؟

إداريون هواة ونزقون وقاماتهم أقصر من مواقعهم ولا يتميزون بالحكمة.. جزء متعصب بصورة مريضة من الجمهور أقرب للزعرنة والمراهقة في التشجيع الرياضي.. لاعبون لا يمكن تدريبهم ودفعهم للاحتراف فعلا والتمييز بين لاعب رياضي ومتحاذق غير مؤدب في الشارع.

ما سبق هو الملمح العام الثلاثي في ملاعب الكرة الأردنية الذي يسبب لنا "الصداع المزمن" باسم الوحدات والفيصلي.

وبكل صراحة شخصيا ارى في الفريقين فئات من المشار إليهم حيث إدارات نزقة وجمهور متعصب مرضيا ولاعبون لا يتميزون بالحد الأدنى من اللياقة الرياضية والإنسانية وقد ظهرت هذه "الأعراض المرضية" في غالبية مباريات الفريقين وفي الناديين.

الأحداث الأخيرة في مباراة الفريقين مؤسفة للغاية والمؤسف أكثر طبيعة نقاش بعضنا لهذه الأحداث وانصراف بعضهم الآخر للتدقيق في مستوى "العدالة" في العقوبات ومقدار خطأ كل فريق وحجم إندفاع "هراوة الدرك" وهي تهوي على رؤوس مشجعين مشاغبين.

إنشغل بعضهم بمثل هذا النقاش متناسين الخطأ نفسه والجريمة التي أدت لعقوبات الاتحاد ثم تدخل قوات الدرك.

أجزم شخصيا مع الاحترام لنادي الوحدات بأن هراوة الدرك لا تسأل عن"القيد المدني" وهي تتحرك لاستعادة الأمن والهدوء بعد إطلاق الأمر لها بالتصرف وأجزم ان الدركي لا يلام ولا يمكنه أن يلام عندما يتحرك ردا على تكسير مقاعد المدرج أو مرفقات الملعب التي لحس النادي نفسه وجمهوره البلاط حتى يقام في منطقة مؤيدة وبيئة مناصرة.

نحن ضد التدخل العنيف لقوات الأمن في كل مظاهر الحراك السلمي لكن ليس من العدالة أن نطالب هراوة الدرك بالتعقل عندما يتم تكسير مقتنيات عامة أو تبدأ حرب الحجارة بين المواطنين.. هذه لحظة نطالب فيها الدرك بالتصرف وسنلومه لو لم يفعل وليس من العدل إطلاقا إتهام الهراوة بأنها "فيصلاوية" في حين المخالفة "وحداتية" والقصة بدأت من الأصل مع السلوك الشائن للاعب الوحدات باسم فتحي.

رأينا الهراوة نفسها تنهال على المشاغبين وحتى المتظاهرين في بعض الأحيان في كل مناطق المملكة ورأينا مستويات بائسة في تلك المباراة الغريبة ومن إداريي وجمهور الفريقين.

ما يحصل "قلة أدب" واضحة ترتدي أحيانا قميص الفيصلي وفي بعض الأحيان قميص الوحدات وفي مرة ثالثة ترتدي زي الناديين وضبط الجمهور ومواجهة قلة الأدب مسؤولية مباشرة وأساسية لإدارة الفريقين ويمكن أن نبدأ ببعض أعضاء الإدارة وقادة المشجعين في الفريقين عبر دورات تاهيل أخلاقية يمكن أن يكلف فيها أمين عمان عقل بلتاجي ما دام مهتما بالموسيقى والفن .

جمهور الوحدات أساء عندما شتم اللاعب حسونة الشيخ من دون مبرر وجمهور الفيصلي رد الإساءة بمثلها بعيدا عن الترفع وهو يشتم باسم فتحي الذي إرتكب الجريمة الأبرز عندما حرك أصابعه بحركة بذيئة باتجاه جمهور الفريق الخصم في الوقت الذي أثبت فيه إداريون من الفريقيين في المنصة قمة المراهقة.. هذه قصة المباراة المؤسفة بإختصار .

المسألة أخلاقية بالمقام الأول وهذا النوع من المسائل لا تعالجه هراوة الدرك ولا علاقة للأمر بعلم فلسطين الذي يشرف كل أردني يحمله في اي مكان ففلسطين ليست "دولة " بعد بالواقع ولا يمكنها أن تكون بالنسبة لي كأردني "دولة اخرى" كما يرى بعض البائسين.