.. ليست فيصلي ووحدات


 

لماذا يسيل حبر العديد من الزملاء الكتاب السياسيين والاقتصاديين لكرة القدم الأردنية، فقط في حالة استثنائية واحدة : حدوث اشكالية او مشكلة في مباراة الفيصلي والوحدات!.
تابعت خلال الاسبوع الماضي أكثر من مقالة تتناول الأحداث التي رافقت المباراة الأخيرة بين الفريقين، ولاحظت في بعضها ما أشبة بالحملة على اللعبة، بل وفي بعض الأحيان التطرق الى الموضوع من زاوية السخرية .. حتى انهم بعضهم أخذ يقترح الحلول دون معرفة بأنظمة وتعليمات اللعبة!.
أين كانت تلك الغيرة على كرة القدم الأردنية، وهي تعاني ولا تزال من جفاء غير طبيعي للدعم الواجب على الحكومة والقطاعين الرسمي والخاص؟ .. كنا ننتظر وقفتهم ودعمهم لجهود الاتحاد الذي حقق انجازات لافتة تمثلت بنتائج غير مسبوقة للمنتخبات الوطنية حظيت باشادات دولية واسعة.
في أكثر من مناسبة تطرقنا في «الرأي» الى ضعف البنية التحتية، المنشآت والملاعب، والى الاعباء المالية الكبيرة التي يتحملها الاتحاد جراء تجهيز منتخباتنا الوطنية لتظهر بالصورة الزاهية والمشرقة، والى معاناة الأندية وعدم قدرتها على تحمل تداعيات الاحتراف حتى أن بعضها أصبح يواجه خطر الاغلاق.. فهل كل ذلك لا يستحق وقفة من الزملاء الذين افردوا مساحات واسعة مؤخراً لتسليط الضوء على مباراة الفيصلي والوحدات من منظور سلبي، مع أن ما يحدث من شغب في ملاعب عالمية يفوق بأضعاف ما تشهده ملاعبنا في حالات استثنائية من -مناوشات-؟.
كرة القدم الأردنية، مسيرتها وانجازاتها وتوجهاتها المستقبلية لا تختزل أو تنحصر بخروج فئة محدودة عن النص خلال مباراة تجمع الفيصلي والوحدات، فالمساحات الايجابية التي تتسع يوماً بعد يوم تتطلب تسليط الضوء على الجوانب الأكثر اهمية وفي مقدمتها مواجهة تحديات عزوف الدعم عن مسيرة لا تعرف الا النجاح والتميز.