لك الله ياعمر



بالامس استوقفني خبر مفادده ان عمر كتب عبارة على الفيس بوكسسينتقد فيه صديقا له بجمله اعتبرها لبعض من رجال الاعلام صيدا ثمينا يفجرون به ماعندهم من الاحاسيس والمشاعر ليشعلوا نارا طالت ماحولها وممن يستهدفون ولم تترك احدا لقصد او غير قصد فهي فرصة ومادروا انها خروج على الثوابت والمباادئ والقيم والعادات والدين ومساس بالديمقراطيه وقيدا لحريه الراي والكلمه التي طالما تغنينا بها ونادينا بها او تمنيناها فلما نلناها اردنا ان نحطمها لانها غريبه علينا فالقط لايحب الا خناقه

نعم انها كلمه عمر او ممازحه عمر حبه الرمان فالتي عوقب عليها عمر كضريبه للنجاح التي حصدها من زجوا بقصة عمر فنالوا عقاب النجاح بتجسيد قول قلوب مليانه مش على رمانه
لكن على بال مين يتااللي ترقص بالعتمه فانهم لم يجدوا فسادا او ذنبا او جريمه في شجرة العطاء فرموها بحجارتهم
اليهم اقول من يعتقد أنّهُ معصوم عن الخطأ فهو إما جاهل أو مغرور، وفي كلا الحالين بداية الانهيار والسقوط في مستنقعات الرذيلة لأنَّ الجهل هو التربة الخصبة لنمو الفساد الأخلاقي والاجتماعي والبيئة الصالحة لتفشي الأمراض الفكرية والقيم المنحرفة والمفاهيم المتخلفة.
ولا يختلف الغرور عن هذا المعنى لأنه ثمرة من ثمار الجهل وآفة من آفاته، والإنسان المتزن ينفي العصمة عن نفسه ويفتش عن نقاط ضعفه ليتخلص منها، وعن أخطائه ليصححها، وعن هفواته وزلاته ليستبدلها بالتمعن والتمحيص والقراءة الدقيقة والرؤية الصافية التي لا تعكرها النزوات ولا تحجبها الغرائز.‏
وهذا ما يدفعنا إلى القول: إنَّ الاتزان يستندُ في كثير من جوانبه إلى النقد والنقد الذاتي اللذين يشكلان القاعدة الصلبة لأي عمل ناجح، ومما لا شك فيه أنّ النقد يحتاجُ إلى مدِّ جسور التواصل واعتماد لغة الحوار لأنَّ التواصل يغذي شرايين المحبة للقلب النابض بالتسامح والألفة ويعيد إليه البهجة وينظم نبضه ويسيطر على أي خلل في نُظُم عمله التي ينبغي أن تبقى سليمة- ولأنه أيضاً يفتح أمام العقل آفاقاً واسعة لتذليل المصاعب ودرء الأخطار وتلافي الأخطاء ويعزز لغته ويردفها بمفردات تسهّلُ عليها الإدراك والفهم الصحيح وتساعده في تكوين الآراء الصائبة والأفكار الخلاقة البعيدة عن الحسابات الضيقة والمصالح المبنية على الأنانية والطمع وإرضاء الشهوات والنزوات، وبقدر ما يكون التواصل شفافاً وصادقاً بقدر ما يكون النقد بنّاءً ومفيداً ومساهماً في إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، إذ ليس من المعقول ولا المقبول أن ينتقد المرء من لا يعرفه ويأخذ موقفاً عدائياً منه بناءً على التكهن أو الافتراض أو السماع من الموتورين والحاسدين والفاسدين الذين لا يجدون أنفسهم إلا في الأذية وتشويه الحقائق والإساءات وتلفيق الأكاذيب والشائعات المغرضة والاتهامات الباطلة التي إن تعبّر عن شيء فإنما تعبّر عن حقيقتهم التي تنضوي على الأحقاد والهزائم النفسية والأمراض الأخلاقية والقصور العقلي والتصحر الفكري الذي يعمي البصائر ويقتل في النفس كل بادرة للخير ويستنهض الشرور ويجمّل الآثام ليحوّل من يعاني منه إلى وحش بشري لا يرى إلا الظلام ولا يعرف إلا الانتقام ولا يرتوي إلا من الدماء والدموع ولا يقتات إلا من الخراب والضرر والدمار.‏
من هنا فإنَّ الأمانة والصدق يقتضيان المعرفة والتجربة والمراقبة التي لا تشمل فقط الأقوال وإنما الأفعال لأن من لا ينطبق قوله على فعله فهو.‏ بلا شك كاذب ومراءٍ ومنافق، وللأسف يكاد هذا الزمن يغص بكثير من هؤلاء الذين أصبحوا يشكلون خطراً حقيقياً على المجتمعات الإنسانية،
، ولعله من الضروري أن نتبيّن عند من يدّعون العصمة قبل غيرهم لأنهم الأفسق والأكذب. فهل سنفعل وهل نتعظ