غشـاش

 

 

 

 

 

ضحكت حتى انقلبت على قفاي عندما قرأت في «الدستور» خبر وضع وزارة التربية والتعليم عبارة"غشاش" في بعض كشوفات العلامات لطلبة الثانوية العامة من سوّلت لهم أنفسهم ارتكاب حماقة"الغش" وبالتالي الحصول على علامات بطريقة"غير شرعية"وغير حقيقية.

 

ورغم اعتراض بعضنا على الفكرة ، الا أنني أجد أنها جديرة بالإشارة ، بشرط الا تكون في الكشوفات التي يمكن أن يحتاجها الطالب أو الطالبة في المستقبل وتحديدا عند ذهابه الى الجامعات .

 

فلا بد أن نميز بين من ينجح"بذراعه"ومن ينجح"بذراع الآخرين". وهذا لا يتعلق فقط بطلبة وامتحانات الثانوية العامة ، بل في النواحي الحياتية الأُخرى. كمن يّفصل من عمله بسبب السرقة ، فيكتب له في أوراقه ، تم فصله لأنه"حرامي"أو يمكن اختصارها الى"ح ". كما فعلت وزارة التربية قبل سنوات عندما كانت تضع حرفي"غ . ش" للدلالة على الكائن الذي يحمل كشف العلامات"قام بفعل الغش" سواء من تلقاء نفسه أو بمساعدة الغير.

 

وكذلك لوطبقنا الأمر على من يهاجر من بلده بسبب اقترافه إحدى الموبقات ، فنكتب له كلمة"م"أي أنه فاعل كذا وكذا وهو وحظه.

 

أما تخيلاتي فقد ذهبت الى أبعد من كشف العلامات. فتخيلت الطالب أو الطالبة ، يقدم أوراقه الى شخص يحبه أو حين تكتشف زوجته أن "فتى أحلامها"كان "غشاشا"في المدرسة ، فتعايره وتردح له ولو بعد سنين : يا غشّاش . وبالطبع سيكون معها : يا خاين.

 

وإذا كانت مثقفة ردحت له باللغة العربية: العرق دسّاس وهذه طبيعة من يعتاد على ارتكاب الخطيئة ولا فرق بين الغش في امتحان وبين خداع الزوجة".

 

عندها تكون ليلته .. سوداء مثل كحل الليل.. والله لا يحط حدا محله.