حماس والخليج واللبراليون

 

يحاول بعض اللبراليين في الإعلام الخليجي دائما الاختباء وراء قوانين الدول و تشريعاتها ليجعلها قاعدة إنطلاق لحربه الإعلامية ضد الإسلاميين بشكل عام دون إستثناء، سواء كان الإسلامي المستهدف يأتي ضمن خانة "متطرف" أو "معتدل" أو غيرها من التصنيفات الشائعة في الإعلام الخليجي، و بالرغم من أن الأمر الملكي الأخير الصادر عن ولاة الأمر كان حاسما في طرحه ويوضح الفئات المستهدفة من هذا القرار، إلا أن البعض حركه ولاؤه لانحرافاته ليشن حربا لاذعة في فضاءات الإعلام الاجتماعي على حركة حماس الفلسطينية و إلصاق تهمة " الإرهاب" بها تماشيا مع المشروع الإعلامي للمتحدث بإسم الجيش الصهيوني " أفيخاي أذرعي".وهذا ما باشرناه عبر تغريداتهم وكتاباتهم .

يمكن لهؤلاء أن يفهموا جيدا أن المقاومة الإسلامية السنية في فلسطين لم تكن طرفا في أي نزاع داخلي عربي سواء كان ذلك في دول الخليج أو
غيرها، و أن سياسات الدول و القائمين عليها هي أكثر حكمة من أن تستقي مواقفها من مواقف المتصهينين الصبيانية، لأن قضية فلسطين هي بوصلة المشروع السياسي العربي و الخليجي وهذا الأمر لطالما أكد عليه مجلس التعاون الخليجي و مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز التي طرحت في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م.

وللتذكير فقط فإن آخر زيارة قام بها وفد من حركة حماس إلى الكويت كانت في شهر مايو 2012، حيث التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وعدد من المسئولين، الذي أكد بدوره على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه ضد الإحتلال الصهيوني.

كما أظهرت حركة حماس مواقف سياسية أكثر نضجا حينما رفضت الغزو العراقي للكويت من خلال بيان واضح وصريح صدر بتاريخ 31-8-1990م، بالإضافة إلى بيان آخر بتاريخ 26-3-1991 م بعد انتهاء العدوان على الكويت حيث هنأت فيه الشعب الكويتي بتحرير بلاده، و احتفظ الموقف الرسمي الكويتي لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) بجميل وقوفها مع الشرعية الكويتية ورفضها الواضح والصريح للاحتلال العراقي الغاشم للكويت منذ الأيام الأولى للاحتلال، وتجلى هذا الموقف الرسمي باستقبال ولي عهد دولة الكويت حينها الشيخ سعد العبد الله رحمه الله الشيخ أحمد ياسين رحمه الله مؤسس حركة حماس ، في الوقت التي كانت ترفض الكويت استقبال أي مسؤول فلسطيني آخر.

ولم تخالف حركة حماس في أحلك الظروف التي مرت بها، موقف الإجماع الخليجي ضد النظام السوري الذي رفض اعتداء الأخير على شعبه بالرغم من الضغوط التي مورست عليها لتأييد النظام السوري، وأعادت تأكيد موقفها بأنها دائما مع الشعوب العربية في معركتها ضد الظلم و الإستبداد، مع احتفاظها بموقفها الرسمي برفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد. و أخيرا يوجد الكثير من الشواهد التي يمكن أن تثبت انتماء المقاومة الإسلامية في فلسطين لعمقها العربي و الإسلامي، ولكن البعض جند نفسه ليكون خادما للإعلام الصهيوني في معركته ضد مبدأ من مبادئ الأمة الإسلامية.
نتمنى لهم الهداية والسداد و البعد عن خطابات الفرقة و الفتنة التي تضر و تزيد من شقاق الشعوب وخلافها.