عوني الزعبي : المومني .. قول وفعل

المهندس عماد المومني : قول وفعل

-         المحامي عوني الزعبي

 

    يسجل لرئيس بلدية الزرقاء السيد عماد المومني رفضه لقاء السفير الأمريكي قبل أيام في الوقت الذي يخطب الكثيرون ود الأخير ويستجدون حتى مصافحته، وانه لمن العجب أن موقفاً كهذا لا يقابل بالتقدير كما تقابل موائد بعض المسؤولين ممن يلتقيهم السفير الأمريكي بين الحين والآخر، ولمن يتسائل عن رفض المومني لقاء السفير الأمريكي أجيب بما تسمح به معرفتي لهذا الرجل النزيه والمخلص لوطنه وقضاياه.  

    المومني شأنه شأن الكثيرين، ممن يرون أن لقاء السفير الأمريكي والتزلف له لا يخدم قضاياهم الوطنية ولا مصلحة وطنهم، ورفضه للقاءه هو شكل من أشكال الإحتجاج الشخصي على السياسات الأمريكية المنحازة للكيان الاسرائيلي، والتي لم تعد تخفى على أحد، الا على من يصرون ان الشمس يمكن ان يحجبها غربال!!

    موقف المومني، وهو أحد قيادات حزب الجبهة الأردنية الموحدة، موقف وطني وهو محل تقدير، مهما حاول البعض التقليل من شأنه، ومهما مارس البعض على شخص المومني من هجوم لاذع، يكفي انه موقف ينسجم مع قناعات ومبادئ المومني.

    أما السياسات الأمريكية المستمرة بتجاهل حقوق العرب وحقوق الفلسطينيين، وحقوق حتى أبناء الشعب العراقي الذي تعرض للاحتلال الأمريكي في العام 2003، فهو يعكس طبيعة الادارات الامريكية وتبعيتها للنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة، اذ لا يستطيع أحد أن يتذكر موقفاً واحداً ناصرت فيها أية ادارة امريكية قضية عربية، بينما التاريخ مليء بالفيتوهات التي عرقلتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة انتصاراً لحقوق العرب، والاغرب ان البعض من الساسة العرب ومنهم اردنيون وكثير من الساسة الغرب يتسائلون : لماذا يكرهوننا؟

    الولايات المتحدة اليوم تفرض شروطها، ولا تجد من يعارض سياساتها الا قلة قليلة، شان المومني، مستفيدة من الجحيم المستعر في سوريا وفي مصر وجراح العراق التي لم تشفيها الديمقراطية الامريكية االتي جاءت بها دباباتها، والخلافات الخليجية، والكيان الاسرائيلي هو المستفيد رقم واحد من كل ما يحصل، والاغرب ان هناك من لا يريد للاردن ان تقوى شوكته في معارضة مثل هذه السياسات التي تضر بمصالحه العليا، اذ تريد ان يبقى رهينة لارادة مسؤولي الادارة الامريكية، يصولون ويجولون من دون أقل موقف احتجاجي.

    ولكل متزلف ومداهن نقول: لقد كان موقف الاردن، عبر التاريخ موقفاً مؤازراً ومدافعاً عن الحقوق العربية، وكان الشعب الاردني ملتحماً بها لانه يدرك ان من مصلحته ان يكون الى جانب اخوانه في مواجهتهم لاعدائهم، ويعرف القاصي والداني ان الاردن دافع بشرف في معارك الامة، لانه الشعب راى فيها طريقاً لاستعادة حقوقها كاملة غير منقوصة، واليوم هناك من يقف بشجاعة مع هذه الحقوق، بعروبته الصادقة وايمانه الديني العميق واخلاصه لوطنهم، وهناك من ارتضى ان يبقى في الجهة المقابلة، لهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب أليم.