يكفينا مسيرات الرساله وصلت

نعم يكفينا مسيرات واعتصامات فالرساله قد وصلت الى المعنيين واصحاب القرار فمن المطالب ما تحقق ومنها على الطريق والاهم ان هناك اراده سياسيه من اعلى المستويات بضرورة  المضي في طريق الاصلاح باشكاله المختلفه السياسي والاقتصادي ، لا يجوز للبعض الاستمرار على النفس النهج دون تغيير  وتبديل وبشكل ادخل الملل الى نفوسنا اصبحنا لا نعرف ما يريدون من كثرة المسيرات فالمطالب التي عرضت في اول مسيره هي نفسها  لم تتغير في جميع المسيرات وهي نفسها ستكون في المسيرات القادمه التي نتمنى ان تنتهي وان نعطي المجال امام الحكومه للبدء في اجراء الاصلاحات المطلوبه وبشكل فوري وسريع كما قال جلالة الملك .

عند  انطلاقة المسيرات في الاردن كان هناك تفهما كبيرا من جانب الحكومة  بهذه المسيرات حيث قدمت لها التسهيلات الكبيره انطلاقا من ايمان الحكومه بحق المواطنين في حرية التعبير عن ارائهم ومطالبهم باعتبار ان المسيرات والاعتصامات احدى الوسائل المباشره  التي يستعملها المواطن في التعبير عن رأيه حول جميع القضايا التي تمس مصالحه وتحسن مستوى حياته وقد رأينا كيف تعاملت الحكومه السابقه والحاليه بكافة اجهزتها بحضاريه مع هذه المسيرات دون اللجؤ الى العنف واستعمال العصا،   انا لست ضد المسيرات والاعتصامات ولكن علينا عدم الاكثار حتى لا يصيبنا الملل وتفقد المسيرات معناها ورونقها كأحد اشكال  حرية التعبير التي صانها الدستور كحق مكتسب للمواطن الاردني وليست منه من الحكومه .

لقد اوصلنا رساله واضحه لا لبس فيها للعالم كله  ان الاردنيين يتمتعون بروح وطنيه عاليه وسلوكيات حضاريه جدا اثناء المسيرات وبأنهم يعبرون عن وجهات نظرهم بحرية تامه وبالوسائل السلميه دون خوف من سلطة امنيه قد ترفع العصا او توجه البندقيه الى صدورهم كما في باقي الدول ويكفينا فخرا نحن الاردنيين اننا مهما اختلفنا بالرأي ووجهات النظر والتوجهات السياسيه الا ان لدينا جميعنا احزاب ومؤسسات مجتمع مدني وحكومه  قاسم مشترك واحد هو الوطن والنظام فهما خطا احمر لا يجوز الاقتراب منهما باي شكل فهما رمز عزتنا وفخرنا وهما اللذين يوفران اجواء الامن والطمأنينه ولن نسمح لاي كان ان يقترب من هذا الخط مهما كان هذا الاحد لانه سيواجه بقوة منا جميعا.

الان وبعد مرور فترة كافيه على بداية هذه المسيرات والتحركات الشعبيه وما اطلق خلالها من شعارات ومطالب محقه لا يختلف عليها اثنان من حيث الشكل والجوهر وخاصة الاستجابه السريعه من قبل  الحكومه وبتوجيهات من جلالة الملك بضرورة الاسراع في عملية الاصلاح وان يرى المواطن نتائج سريعه على ارض الواقع وان لا تبقى حبر على ورق لذلك جب علينا جميعا ان نوقف هذه المسيرات الاسبوعيه والتي تزتنزف الجهود الحكوميه والتي من المفترض ان توجه الى عملية الاصلاح فخوفنا ينبع من ان لا تنتهي هذه المسيرات كما نحب ونتمنى ونضع انفسنا والاردن في دوامه كبيره قد لا نستطيع الخروج منها لا سمح الله فتضيع جهودنا سدى .

فاذا كان الهدف من كل هذه المسيرات  بالنسبة لاحزابنا هو ايصال رساله معينه للحكومه بخصوص عملية الاصلاح فالرساله وصلت لان الهدف مشروع لا يختلف عليه اثنان من الشعب الاردني وبالتالي على الاحزاب التوقف عن المسيرات والجلوس لطاولة الحوار ومناقشة جميع القضايا المطروحه بوطنيه عاليه وبصراحه وشفافيه كما طلب جلالة الملك اما ان تبقى نفس الاحزاب تسير على نفس النهج وتدعوا لمسيرات اسبوعيه فهذا يدعو للريبه من ان هناك اهداف اخرى لا نعلمها وتريد هذه الاحزاب الوصول اليها وانا هنا لا اشكك ابدا بوطنية احزابنا وخوفهم على الوطن ولكن بما ان الرساله وصلت  بكل تفاصيلها لاصحاب القرار وبدأت عجلة الاصلاح بالدوران وبشكل سريع كما طلب جلالة الملك اظن ان الوقت قد حان للتوقف والجلوس للحوار والا شكنا سيكون في محله لاننا وببساطه كشعب اردني لا نريد ان ننجر الى المجهول لا سمح الله من وراء عدد محدود لا يمثل الشعب بأكمله.

فجلالة الملك في خطابه الشامل امام رؤوساء واعضاء السلطات الثلاثه كان واضحا جدا في كلامه بحيث لا يحتمل اي تفسير او تأويل وعندما قال ايضا ان سياسة الانفتاح وروح التسامح وثقافة التعدديه وقبول كل الاراء البناءة والصريحه هي ثوابت اردنيه لا تتغير اذا نحن امام رؤيا ملكيه متكامله تلحظ مصلحة الشعب الاردني وترى في الاصلاح والتطوير اراده ملكيه ثابته لا تتغير ونستطيع القول ان  كلمة جلالة الملك  قد وصفت الوضع الاردني بشكل دقيق وواضح لا يقبل التفسير والتأويل وازال الغموض والالتباس في شأن مسيرة الاصلاح وان يكون اصلاحا حقيقيا وسريعا وعدم اضاعة الوقت والفرصه  الثمينه وعدم التردد والخوف من الاصلاح .

وجاء لقاء جلالة الملك مع العديد من  الاحزاب الاردنيه خاصة جبهة العمل الاسلامي  تأكيدا من جلالته على ضرورة  المضي سريعا في عملية الاصلاح الشامل وان لامفر منه ولا طريق غيره لذلك علينا كاحزاب ومؤسسات مجتمع مدني وهي التي اجتمعت مع جلالته وسمعت منه الكثير ان تقوم بترتيب اوراقها والتوقف عن الدعوة للمسيرات الاسبوعيه  لان ما ارادت ايصاله من رسائل قد وصل حتى راس الدوله وهذا شيء مهم جدا ولا يجوز لهم الاستمرار  بنفس النهج وكأن شيء لم يكن  لان خوفنا ينبع من ان لا تنتهي هذه المسيرات على خير ويحدث ما لا يحمد عقباه وان لا نصل الى اليوم الذي نندم به لا سمح الله في وقت لا ينفع الندم .