هل يشتم الإخوان المسلمين يوم الجمعة احمدي نجاد ويطالبوا بحرية الشعب الإيراني


أخبار البلد- عمر شاهين  - ثمة سؤال يدور في رأسي .. فالشيخ سالم الفلاحات ظهر على التلفزيون الأردني  في برنامج أراء ومواقف رافضا تعاطف الأردن غير الواضح مع الشعب الليببي ، وسبق هذا مواقف واعتصامات كثيرة ضد النظام المصري والتونسي واليوم الليبي، وقبلها ضد حكومة الرفاعي، والآن ضد حكومة البخيت،وهذا كله جيد  ولكن لما يغيب موقف الإخوان تماما عن نقد النظام الإيراني الذي يقمع المعارضة و" يرفش في بطونهم" أمام أعين الإخوان إلا إذا أعذرناهم فالجزيرة تتجنب فضح ما تفله حليفتها إيران وكانوا لا يشاهدون سوى الجزيرة.
لا يتوقف الامر عند السكوت بل تباهى شيوخ الإخوان قدس الله سرهم ، بالاحتفاء في السفارة الإيرانية ، وابتهج أبو السكر ومنصور وغيرهم وهم يلتقطون الصور  في السفارة ، في أكثر المشاهد استهزاء في العقل العربي، فهؤلاء الشيوخ الذين يشتمون عمالة مبارك والعابدين  لأمريكا وحصارهم لغزة ينسون دعم إيران لنظام المالكي العراقي وزعماء العصابات الشيعية الذين اغتصبوا نساء  السنة في العراق واشرفوا على القتل الجماعي المنظم.وضربت هذا  مثلا لأثبت ان ما يفعله الإخوان لا يختلف عما فعله مبارك وهو يظهر مع ليفني فقتل العراقي لا يقل عن قتل الفلسطيني واذكر أيضا أن من عانقوه الإخوان المسلمين واحتسوا معه شراب الفرح هو نفس النظام الذي يحضن مقتدى الصدر الذي قامت عصاباته بتصفية الفلسطينيين في مخيمات بغداد بحجة قربهم من صدام .
 وما يفعله اليوم النظام الإيراني في شعبه من اعتقال وإذلال ، وسجن لا يقل عما فعله مبارك وعابدين والقذافي ، بل يزيد كثيرا، هذا في الظاهر أما يمارسوه ضد العرب في الأهواز فذلك ما يعجز عنه هتلر وليس القذافي عن فعله ، فمثلما يعز علينا، الدم العراقي، ننتفض لأجل حرية الشعب الإيراني المسلم من قمع النظام النجادي المستبد ، ولعل اكبر مفارقات التاريخ أن يطالب علي اكبر خامنئي صاحب ولاية الفقيه في إيران من الشعب المصري الثورة ضد مبارك وعندما احتفى الشعب الإيراني بتلك المناسبة قام النظام الإيراني بضربهم وجرهم فبي الشوارع ، وهنا نلاحظ نفس التناقض في النظام الإيراني مع جماعة الإخوان في الحكم على المواقف.
سأكتب شكر كبير وواسع لكل فرد في الإخوان المسلمين إذا سمعتهم يطالبون الجمعة القادمة  الشعب الإيراني بالانتفاض على نظام نجاد الذي قمعهم ، ويأسر منهم أبناء وأقارب مراجع المعارضة، وأن نرى الإخوان يعتصمون أمام السفارة الإيرانية .
 ما اكتبه اليوم ليس لهدف سياسي أو مصلحي، إنما إجابة  لبعض الزملاء والأصدقاء  ، الذين يغضبون كلما كتبت مقالا انتقدت فيه تصرف جماعة الإخوان المسلمين، أو حزب جبهة العمل الإسلامي بل يتهمون أي موقع اكتب به  أنه يعادي الحركة الإسلامية، وكأننا نحن نتبع هبل –معاذ الله- وهم يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم، فا فرق بيننا وبين الجماعات الدينية أننا نخلص في عملنا لله وللدين والوطن ولا نجير الدين لأنفسنا.
لا نقف ضد الجماعات الإسلامية، بل احترم الكثير من رموزهم ولكن ضد اتخاذ الدين طريق لاستيلاب قلوب الناس، و للسيطرة على الشوارع، وضد تدمير الأوطان باسم تطبيق الحق ، فمن يصدق الان حماس التي تمنع إطلاق أي صاروخ من غزة هي نفسها حماس راجمة الصواريخ في عهد أبو عمار، من يصدق الإخوان المسلمين وهم يطالبون حكومة الأردن ولا ينتقد أي فرد منهم ما تفعله حماس في غزة من احتكار السلطة ، في حالة تشبه ما كان يفعله الحزب الحاكم في مصر.
أود توجيه سؤال واحد اقنع نفسي ، بحقيقة كل ما قيل عن الإخوان المسلمين وهل هم جماعة حقا تحتكم إلى أوامر رسول الله أم نظام سياسي مصلحي ،هل هم وجه آخر للإنظمة القمعية التي تتلاقى معهم سياسيا أو جماعة مبدئية نهضوية ضد الظلم ،  فاليوم نعيش ثورة الحرية، وقد تخلصنا من طاغية تونس ، وفرعون مصر ، وقريبا من معمر القذافي بغض النظر عن مواقفه الايجابية الكثيرة ، وسلبيته الأكثر ، ولكن هناك شعب آخر يذبح ويعاني من القمع والضرب والتنكيل والإعدام وهو الشعب الإيراني بشقيه السني والشيعي. نكتب هذا لنعرف أن مسيرات الإخوان في عمان حقا ضد الظلم أم لأجندة سياسية تخدم إيران ويغرها .
Omar_shaheen78@yahoo.com