صالح القلاب يجلي الحقائق بدقائق

صالح القلاب يجلي الحقائق بدقائق




عيسى محارب العجارمة
عادة مطالعة الصحف اليومية خصوصا النسخة الورقية عادة أدمنتها منذ عام 1980 ولغاية اليوم وأفضلها على النسخة الالكترونية لأن رائحة حبر الجريدة تنفذ الى اعماق طاسة مخي علما انني غير مدخن .
كنت احب مطالعة الرأي بصفحة الرياضة ثم ارتفعت ذائقتي السياسية شيئا فشيئا الى ان ادمنت عمود عبدالهادي راجي المجالي وفي اليوم الذي تحجب زاويته اذهب لصفحة الوفيات ثم باقي المادة الاعلامية لفترة ساعة كاملة ويزيد .
هذا اليوم وفي طريقي بباص الكوستر من ناعور لمادبا وعلى الخط الغربي تجاهلت عادة تصفح سهول حسبان الخضراء وقمحها اخضراللون بهذا الربيع الجميل وزيتونها وتربتها الخصبة وباقي ربيعها الفتان وكلية الدفاع الوطني (كلية الحرب سابقا) تتوسط تلك السهول كأسد هصور حاميا لتلك البقعة الطهور من وطني .
فتحت الجريدة لاصطدم بمقال صادم للاستاذ صالح القلاب وضح الحقائق بدقائق حيث أذهلني لقوة الطرح والتحليل للعلاقة المعقدة بين تنظيم الاخوان المسلمون والدولة الاردنية .
دقائق قليلة من حسبان لدوار محافظة مادبا كانت كافية لقراءة المقال بالطول والعرض و(بالشقلوب) وكافية لترجمته للسرياني الذي لايفهم العربية ولربما مس شغاف قلبه اما ان يصل لقادة الحركة والتنظيم بالاردن فهذا هو المستحيل بعينه .
يعني بعد حسبان نرى الجامعه الالمانية ثم القرية التي يقطنها الشيخ الجليل المراقب العام الاسبق سالم الفلاحات حيث كنا نرى ذات يوم غابر اليافطة التي ترحب به بعد عودته سالما اثر حادث سفينة مرمرة التركية والقرصنة الاسرائيلية لها وكم فرحنا لعودته سالما وهو الجار وابن العشيرة الغالية التي نعتز بها وكم اهاجمه بالاعلام لعشمي به ان يصحح الخطأ التاريخي لجماعته بالانفصال عن التنظيم المصري ولكن لاحياة لمن تنادي .
اليوم الاخوان يطالبوا بالانضمام للاجهزة الامنية والجيش العربي فوضح لهم معالي صالح القلاب بمقاله بالراي شروط واشتراطات الاردن الهاشمي دولة وجيشا وشعبا لقبوله غنجهم ودلالهم على الارض الاردنية .
خطير جدا هذا الذي يجري بالعالم العربي وقبل ايام قليلة كنت اركب باص المفرق عمان قافلا من رحلة استمتع خلالها بهواء الاردن العليل باقل كلفة فرثيت لحال قسم من العائلات السورية من ركاب الحافلة حينما كانت تفترسهم عيون بعض المراهقين من عمالة وافدة وغيرها .
كل هرقطة الشيخ يوسف القرضاوي والتنظيم العالمي للاخوان لن تجعلنا نخوض حرب اهلية بالوكالة نيابة عنه ضد دولتنا وقيادتنا الهاشمية وجيشنا واجهزتنا الامنية فالنتيجة مرة ونحن لسنا على استعداد للنزوح لصحراء الربع الخالي كما اخوتنا السوريين بالزعتري لان هواء حسبان ومادبا واربد والكرك اغلى من كل مفردات الربيع العربي الكاذبة .
في الختام شكرا للاستاذ صالح القلاب لعرضة الحقائق بدقائق في مقاله اليومي بالراي الغراء ونعم لحظر نشاط جماعة الاخوان المسلمون بالاردن فاخر العلاج الكي .


الله الوطن الملك