الديمقراطية ام الديكتاتورية ...ايهما افضل لحكم العرب ؟!

في البداية لا بد من تعريف الديمقراطية وتعريف مصطلح الديكتاتورية ،الديمقراطية في السياسة هي شكل من اشكال السلطة والحكم ، يعود فيه القرار للشعب ،ويتمتع في وجودها كل مواطن بحقوق المواطنة كاملة من الحرية والمساواة والعدل وحق ابداء الرأي .

وهي ايضا شكلا من اشكال الحكم الذي يشارك به جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساوة ، ويكون الحكم اما مباشر او من خلال ممثلين عنهم منتخبين والديمقراطية كلمة اصلها يوناني وتعني حكم الشعب لنفسه وهي مؤلفة من شقين (ديموس ) وتعني الشعب ،(وكراتوس) وتعني السلطة .

وقد اصبح للديمقراطية انواع منها الديمقراطية الليبرالية والديمقراطية الشعبية وغيرها .

اما كلمة ديكتاتورية فهي تعني باللغة حكم الفرد او الجماعة دون الالتزام بموافقة المحكومين ، ويمارس هذا الحكم او السلطة سيطرتها المطلقة والمركزية على كل مظاهر الحياة وهي كلمة اصلها لاتيني (ديكتاتوس) وتعني يفرض او يأمر .

والديكتاتورية ايضا لها انواع فمنها ما يسمى بالانظمة الشمولية مثل حكم المانيا النازية والاتحاد السوفيتي ، وهنا يكون حكم شخص او حزب ، مثل حكم الشيوعيين في الاتحاد السوفيتي او الانظمة الفاشية في المانيا .

وهو تفرد شخص او حزب بالقرار والسيطرة على كل مناحي الحياة بما فيها القبضة الامنية وتسخير الاعلام لخدمة الحاكم .

وللحكم الديكتاتوري سمات وقواعد اهمها :

1- قمع الشعب في الداخل وشن الحروب على دول الجوار .

2-تشكيل الشعب بقالب معين وتدجينه وفق ايدولوجية معينة .

3- استغلال الدين لتثبيت الحكم .

4- بناء جهاز استخباراتي قوي وقمعي يخترق الشعب.

وبعد هذه المقدمة دعوني اسال بعض الاسئلة .

اي من الانظمة العربية هي انظمة ديمقراطية ؟؟ واي منها انظمة ديكتاتورية ؟؟ واي منها يظهر الديمقراطية وهي ديكتاتورية ؟وهل الشعوب العربية مؤهلة او تستحق ان تحكم بالديمقراطية ام بالديكتاتورية !؟.

معظم الدول العربية انظمتها تدعي الديمقراطية وهي اقرب ما يكون الحكم فيها الى الديكاتورية المطلقة .

لذلك جاءت ثورات الربيع العربي حتى يحرر الشعب نفسه من انظمة ديكتاتورية قمعية ، ولكن بعد هذه الثورات واسقاط الانظمة السابقة ،اكتشف معظم الشعب الذي قام بهذه الثورات بان الشعب غير مؤهل ليحكم نفسه ، من خلال ما يسمى الديمقراطية .

وبدأت الحروب الاهلية والحزبية والطائفية والدينية تظهر في الدول وفي زمن ما يسمى بالديمقراطية ، بينما هذه الحروب لم تكن لتظهر ايام الاحكا م الديكتاتورية .

فاللحكم الدكتاتوري حسنات كما للديمقراطية اذا مورست بشكل جيد حسنات ايضا ، في بداية التعريف قلت الديميقراطية هي حكم الشعب لنفسه بشرط ان يكون الشعب مؤهل للحكم وان يتمتع كل المواطنين بالمساواة والحرية ، مهما اختلف الدين او اللون او الجنس .

فالديمقراطية ليست قرار من حاكم ، الديمقراطية تربية وتعليم ولا تتجزء ابدا ، فلا يمكن ان تكون ديمقراطيا في العمل وديكتاتورا في البيت او العكس ، ما وددت ان اقوله بأن كل شعوب الدول العربية غير مؤهلة حاليا للحكم الديمقراطي ، لان الاكثرية تظن ان الديمقراطية تعني الانفلات وانها تعني ان نفعل ما نشاء وقت ما تشاء .

لذلك اقول بأننا نحتاج الى خمسين عاما من التربية وتغير المناهج ، حتى نبدأ بقطف ثمار الديميقراطية ، هذا ان بدأنا الان ، وإلا فالخمسين عام ستصبح واحد وخمسين العام القادم وهكذا ، واذا لم نبدأ فالحكم الدكتاتوري هو افضل حكم للشعوب العربية بكل تأكيد .

مع التأكيد بان صناديق الانتخاب لا تاتي لنا دائما بالديمقراطية ، ففي الدول العربية من يطالب بالديمقراطية وهو خارج الحكم ، عندما يصل من خلال الصناديق للحكم يصبح ديكتاتورا اكثر من الدكتاتور السابق الذي انقلب عليه .