رسائل هادفة للأخوان المسلمين في الأردن: خطفوا نقابة المعلمين ‘على غفلة’ وكادوا يسيطرون على ‘إتحاد الطلاب’ وقلصوا الضغط عبر الشارع
اخبار البلد بسام بدارين
’ الإنفعال الذي أظهره المراقب العام الأسبق لإخوان الأردن الشيخ سالم الفلاحات وهو يستفسر عن سبب عدم حضور شباب الحراك الشعبي في إحياء ذكرى الـ24 من آذار/مارس له ما يبرره عمليا.
النشاط كان يحتاج بعض الزخم الشعبي والبيانات صدرت عن التيارات الشابة في الأخوان المسلمين الأردنيين بهدف التجمع في منطقة دوار الداخلية بقلب العاصمة لتجديد المطالبة بالإصلاح السياسي.
وسط تواجد أمني مكثف الأسبوع الماضي في المنطقة الحيوية تبين أن عدد المعتصمين الذين حضروا إلى المكان لا يزيد عن 70 معتصما في أحسن الأحوال مما أثار حنق الشيخ الفلاحات وهو المسؤول الأخواني عن تحريك ما تبقى من فعاليات شعبية عبر ائتلافات برمجها الإسلاميون قبل أن تتلاشى ظاهرة الحراك الشعبي عمليا.
لاحقا وتحديدا الجمعة إحتشد المعتصمون أكثر وبرز المئات منهم في منطقة وسط البلد لكن العدد لم يصل إلى مستوى يؤدي لخضوع السلطة الأمنية التي لم تشتبك بالإعتصام.
لكن رجال الشرطة كانوا في وضع ميداني تكتيكي يسمح لهم بمنع الإعتصام الذي انطلق من نقطة المسجد الأقصى وسط عمان من التحرك إلى الساحة الهاشمية المجاورة التي تعتبر الساحة المختصة باستعراضات الحراك.
واضح تماما أن السلطات لا تريد نشاطات متمركزة في المناطق التي أصبحت رمزا للحراك الشعبي.
وواضح أن الحراك نفسه يترنح مؤسسيا بعدما نسيه الناس وأنه يقتصر الآن على بعض الإئتلافات متأثرا بالحسابات السياسية والإقليمية وبقرار من الأخوان المسلمين يقضي بعدم استفزاز السلطة والخروج إلى الشارع بكثافة جماهيرية ما دامت الحكومة لم تطور برنامجا مضادا للأخوان المسلمين.
تقدير مطبخ الأخوان المسلمين للقرار السياسي المتخذ بالإبتعاد عن السيناريو السعودي ضد التنظيم الأخواني حتى الآن على الأقل يمكن رصده من خلال الإشادة بالموقف الرسمي الأردني التي وردت على لسان الشيخ حمزة منصور الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي.
الشيخ منصور أشاد بالموقف الرسمي على هامش قمة الكويت ويسعى داخل الأطر الأخوانية إلى تجنب التصعيد وتشجيع سياسة عدم التصعيد التي لا تتأثر بتصنيفاتالسعوديةبخصوص اعتبار الجماعة ممثلة للإرهاب.
وفيما يخفف الإسلاميون قصدا من لعبة الشارع ظهرت ملامح صلابتهم واستحكاماتهم الشعبية في عمق المجتمع ببعض المساحات خلال الأسبوع الماضي حيث خطفوا بصمت ودون ضجيج وللمرة الثانية الغالبية الساحقة من مقاعد المجلس المركزي لنقابة المعلمين وهي أضخم نقابة من حيث العدد وتعتبر المؤسسة النقابية التي شكلت منتجا نادرا للحراك الشعبي خلال ثلاث سنوات.
عبثا وخلف الكواليس استعانت السلطة بنشطاء يساريين من المعلمين على أمل استعادة نقابة المعلمين من الأخوان المسلمين أو حتى مشاركتهم بها لكن في ظل قانون أساسي لهذه النقابة لا يخدم هذه الغاية سيطر الإسلاميون مجدداعلى أغلبية الثلثين في إنتخابات يبدو أنها كانت نزيهة.
الرسالة كانت في غاية الإثارة فالأخوان المسلمون مستحكمون وصلبون في قطاع التربية والتعليم وإبعادهم كقوة منظمة عن نقابة المعلمين أخفق تماما رغم انزوائهم قليلا من الشارع ورغم الجهود التي بذلها خصومهم.
خطف الأخوان عمليا الوجبة الأولى من انتخابات المعلمين بحرفية وكفاءة وصمت وبدون شعارات سياسية والرسالة منهم كانت هي تلك التي يبرزها دوما الشيخ علي أبو السكر والتي تقول: نحن جزء أساسي من المجتمع ولا يمكن إقصاؤنا والأفضل التفاهم معنا.
إرتفعت معنويات شباب الحركة الإسلامية وأنصارهم بنتائج انتخابات المعلمين بسبب عدم وجود قوة منظمة تواجههم وكانت الأعين تتجه إلى انتخابات أخرى وشيكة إنتهت مساء الخميس هي انتخابات إتحاد الطلبة المركزي في الجامعات الحكومية.
في الجامعات تنبهت جميع الأطراف المخاصمة فتحالفت القوى الوطنية وبعض نشطاء تيارات العودة من أصحاب اللون اليساري أو الفتحاوي وحصل خصوم الأخوان على ‘تسهيلات’ وتحدث الإتجاه الإسلامي عن منع جمهورهم من التصويت في الجامعة الأردنية أكبر الجامعات.
لم يحظ الإتجاه الأخواني هنا بنصيب الأسد كما جرت العادة لكنه بقي في موقع متقدم تماما على مستوى الهيئات الطلابية وتقاسم المقاعد بنسب متقاربة كثيرا مع القوى الطلابية المتحالفة ضد الإسلاميين وبشكل أظهر بالتوازي أن الشارع الطلابي الإسلامي بالمقابل ليس ‘لقمة سائغة’.
مرجع أخواني سرب لـ’القدسالعربي’ ما يلي: كنا سنخطف إتحاد الطلبة أيضا بعد المعلمين لو لم تحصل تدخلات لصالح خصومنا..في كل الأحوال هي رسالة نقول فيها إن الأخ المسلم جزء أساسي من المجتمع الأردني وأننا موجودون في عمق المجتمع ونقنن لعبة الشارع والحراك بصورة إيجابية وسياسية ومقصودة.