للزعماء الأولويه لإحداث التغيير

ألأولويه للزعماء لإحداث التغيير عندما بدأت الهبّه العربيه قبل اكثر من شهرين في تونس بعد إحراق الشهيد محمد البوعزيزي لنفسه في سيدي بو زيد لم يكن الشباب ينادي سوى بالتغيير والإصلاح للتشريعات والتصرفات والإجراءت المتبعه في الحكم وفي إدارة البلاد بهدف إصلاح الاحوال والمعيشه لدى المواطنين ولكن عناد المسؤولين في التجاوب مع الثوار جعل سقف المطالب تزداد شيئا فشيئا تبعا لزيادة عدد ضحايا القمع وزيادة عدد المنضمين للمحتجين حتى انتهت الى تنحية الحاكم وترحيله وثم محاكمته ليتولّد فجر جديد في البلد وتبدأفصول جديده لإدارة البلاد . وهكذا كان في مصر فبينما ميّز الثورة في تونس الحريق والإنطلاقة من بلدة صغيره بعيده عن العاصمه فقد ميّز ثورة التحرير في مصر التجمع الملاييني في ميدان التحرير في العاصمه وثم تشعبها الى المدن الأخرى وكان لها نفس التسلسل مطالبه بالتغيير والإصلاح انتهت مع تعنت الرئيس الى تنحيته وثم ترحيله وفي الثورة الثالثه التي أوشكت على نهايتها في ليبيا نفس البدايه من شرق البلاد للمطالبه بالتغيير وإثر تعنت الزعيم وامتداد الثوره وسقوط المزيد من الضحايا المطالبه الآن بتنحيته وترحيله ومحاكمته وأعوانه على ما إقترفوه . لو أخذنا أوجه الشبه في الثورات الثلاث نجد أولا أن الجيش لم يتدخل ضد الشعب وهذا دليل على حق الشعوب المشروعه في المطالبه بحقوقها وثانيهما أن عقدة الخوف من الحاكم قد زالت وهذا اعطى قوة للمحتجين وجرأة لبقية الشعب لمناصرة الثوار والإنخراط معهم ثالثها أن النظام في البلدان الثلاث إستعان بقوّه ثالثه ضد الجماهير كانت في تونس بعضا من أتباع النظام السابق وقائد حرسه للنهب والسلب وإثارة الفوضى . وفي مصر كانت البلطجيه وبعض اعوان الشرطه والخيول والجًمال وما مارسوه من نهب ودهس وقتل وقنص بقيادة وزير الداخليه . وفي الحاله الليبيه فقد كانت الحاله وما زالت أقسى وأمرّ حيث إستفاد القذّافي وأبناءه من الوقت بحيث إستوردوا مرتزقة أفارقه ليقنصوا الثوار ويقصفوهم بألأسلحه الثقيله وبالطائرات الحربيه وتنفيذ المجازر حتى أن أحد علماء المسلمين أصدر فتوى بقتل القذّافي لما يقوم به من إباده للشعب. ومن ما تبيّن انه في الحالات الثلاث قام كل زعيم بحكم البلد لسنوات عديده(23 سنه تونس 30 سنه مصر 41 سنه ليبيا) اي ان اقلهم حكم جيلا كاملا وقام كل منهم بمساعدة ابناءه وانسباءه بنهب خيرات البلد ومقدّراتها والإستحواذ على إقتصادها وإدارتها . وفي كلا الحالات تبين أن الدول الغربيه والتي كان يعتبرها الزعماء المخلوعين أصدقاء لهم لم يقبلوا لإؤلئك الزعماء اللجوء اليها وهذا دليل على ان بعض الزعماء العرب لا يتمكنون من إقامة علاقات إيجابيه ثابته مع مواطنيهم أو مع الدول الاجنبيه وزعماؤها . وقد تلتقي أهداف الثوار في تحركهم مع أهداف لبعض الدول ألاجنبيه قد يكون منها العدوّه والطامعه وهذا لا يعيب الثوار في شيئ لأن ما ينتج عن ثورتهم من إصلاح كفيل بمحاربة كافة الخطط العدوانيه على الوطن لعدم تحقيق مآربها . إن عناد القادةوغرورهم لعدم تحقيق المطالب المشروعه يؤدي بهم الى الرحيل وكشف ما كانوا ينهبون بل وقد يجلسون هم وابناؤهم وانسباؤهم يوما في قفص الإتهام لا يستطيعون دفاعا عن انفسهم . واخيرا لا بد لثورات الشعوب ان تنتصر لإن مطالبها مشروعه ولإن الإستبداد لا بدّ له من نهاية وإن لم تأتي نهايته عن طريق الثوار فستأتي عن طريق عناد الزعماء وغرورهم وغباؤهم للحرية الحمراء باب بكل يدٍ مضرجة بالدماء يدقّ ما من يد إلا يد الله فوقها ولا من ظالم إلا سيُبلى بأظلمِ ويقول أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ( إياك ودعوات المظلوم ، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار) جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) رواه البخاري (1425) ومسلم (19) وبعد فإن الأولويّة للزعماء الموجودين لإجراء الإصلاحات والتغيير المطلوب نزولا عند رغبة شعوبهم التي تركت الخوف جانبا ووهبت نفسها لإحداث التغيير وحريُ بالزعما ء ان يبادروا لإجراء التغييرات المطلوبه من تلقاء أنفسهم وليعرفوا أن أرواح الشهداء أغلى من كراسيهم ومكاسبهم . المهندس احمدمحمود سعيد دبي – 22/2/2011