حدثني يا يزيد ..

لا تُحدثني عن الـ " حُب " في هذا الزمان الساذج ..! .. لا تذكر لي عُشاق هذا الزمان السامج ..! .. فقط حدثني عن عُشاق الطُهر والعفاف ... حدثني عن البكاء ... وحدثني عن الجنون ... وحدثني عن اللوعة والشوق والغرام والصبابة والهيام ... الخ .. حدثني عن المساكين أصحاب القلوب البيضاء ..

حدثني عن سالفة " كمال الشناوي " حين شاهد محبوبته مع غيره ، وأنشد قائلاً والدموع على خديه :

لا تكذبي إني رأيتكما معاً ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا !!

حدثني عن عشق الأديب " محمود شاكر " حين عشق الشاعرة العراقية " عاتكة الخزرجي " وبكى بين يديها كالطفل اليتيم ..! ..

حدثني عن عشق الأديب الرافعي لـ " ميّ زيادة " حيث عشقها عشقاً أنساه العيال ..

حدثني عن الصدق في العشق والهوى ...

قد تنازل ملك إنجلترا عن مملكته ، وأصاب " قيس " الجنون ، ومات عروة من عشق عفراء .. كل هذا فقط من أجل هذا القلب الصغير الذي ينبض بين صدورنا ..

ولله در الشاعر حين قال :
وما الحُب عن حُسنٍ ولا عن ملاحة ولكنه شيءٌ به الروح تُكلفُ ..!


ذكرني وأطربني بقول المتنبي :

وعذلتُ أهل العشق حتى ذُقته فعجبت كيف يموت من لا يعشقُ ؟!


أطربني بقول الأديب الرافعي حيث قال : ( ليس في الحب مسافات ، فالمتحابان دائما في فكرة ، وإن كان أحدهما في المشرق والآخر في المغرب .. ) . ! .


فقط حدثني عن عشق هؤلاء وزكاوته وصدقه .... وإياك ثم إياك أن تحدثني عن عشق الناس اليوم من عشق ( فيس بوك و تويتر وشات ) ... لا أريد هذا .. أريد ذاك العشق الذي جعل ملك إنجلترا يتنازل عن مملكته من أجله .... أريد ذاك العشق الذي جعل الجنون يُسيطر على عقل قيس ...


حدثني يا يزيد ... وأطربني يا يزيد ... !! .

بقلم / يزيد أبوتايه