حتى لا تتكرر حوادث الاعتداء على الأطباء

بكل العبارات وبأقسى الكلمات ندين الاعتداءات على الكوادر الطبية، وفي مقدمتها الأطباء، ونشجب بشد الاعتداء الاخير الذي تم على ثلاثة اطباء في مستشفى الامير حمزة، ونستهجن ان يرتفع عدد الاطباء الذين تم الاعتداء عليهم خلال هذا العام، اي خلال نحو ثمانين يوماً الى 19 طبيباً.
لا يمكن لنا القبول بأن يتم الاعتداء على أي انسان، فكيف مع رسل الانسانية، ومع هؤلاء الذين يعملون من اجل صحة المواطن، وتخفيف الآمه، وعلاجه.
نقف مع نقابة الاطباء في اعتبار الاعتداء على كرامة الاطباء هو اعتداء على كرامة الوطن والمواطن، ولا نجد اي مبرر للاعتداء على الكوادر الطبية، ونطالب مع النقابة بتغليظ العقوبات على كل من يقوم بعملية الاعتداء، وأن تتخذ كل الاجراءات القانونية بحق المعتدين لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.
هذا الكلام نقوله الآن، وقلناه منذ سنوات وسنوات وما زلنا نكرره مع كل حادثه اعتداء على طبيب، أو ممرض لكننا يجب ان نكون أكثر انصافاً، وألا نعالج ظاهر الامور والنتائح، بل الاسباب والمسببات.
معظم حوادث الاعتداءات تقع في اقسام الطوارئ وفي المستشفيات الحكومية بالذات؛ ما ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمه لمعالجة الاسباب الرئيسة لمثل هذ الاعمال، إذْ يكون اهل المريض أو المصاب في حالة نفسية صعبة، وأن الدقيقة عند الآخرين قد تعادل ساعة كاملة في اعتقادهم، وأن عدم وجود الخبرة لدى بعض الكوادر العاملة في اقسام الطوارئ في المستشفيات يتصرفون ببرودة اعصاب، ويطالبون ذوي المصاب بتعبئة بعض الاوراق، او الذهاب الى المحاسب لدفع بضعة دنانير، ويسألون أسئلة كثيرة عن التأمين الصحي الذي يحمله المصاب، ولا يتحرك أحدهم حتى لإدخال المصاب الى غرفة الطوارئ، ويدخلون في جدال مع ذويه، أو أن الطبيب لا يحضر سريعاً الى سرير المصاب، ويترك الامر لبعض الوقت الى الممرض، أو الممرضة، بينما تكون الدماء تنزف منه، أو أنه في وضع صحي صعب، عندها تثور ثائرة الأهل والتي لا نبررها، ولا نقبل بها.
الحل الذي يجب اعتماده، ليس بالعقوبات الرادعة على المعتدين، أو عدم تكفيلهم؛ لأن هذا ما يجري منذ سنوات، لكن الحل يكمن في تأهيل الكوادر العاملة في اقسام الطوارئ، ليس من الناحية الطبية والفنية، ولكن من حيث اسلوب التعامل مع المريض، أو المصاب بحالة طارئة، أو ذويه، وأن يتم تأجيل كل الاجراءات الإدارية الى ما بعد عملية الإسعاف، وأن يكون الحديث مع الاهل منصباً على حالة المصاب، وأسباب الاصابة، ووضعه الصحي، والامراض التي يعاني منها، وذلك في نفس الوقت الذي يجري اسعافه، وأن يضع الطبيب أو الممرض نفسه مكان هذا المواطن الذي يحمل والده، أو والدة المصاب، ويخشى من فقدانه في أية لحظة، حتى يعرفوا حجم المعاناة، والضيق، والاعصاب الحساسة والحالة النفسية الصعبة التي تسيطر على الاهل، وأن يتم وضع رقم الهاتف الخلوي لمدير المستشفى للاتصال به لاية شكوى عاجلة. لا يمكن القبول بأن تبقى الاوضاع على ما هي عليه، ونطالب وزارة الصحة، وادارات المستشفيات، ونقابة الاطباء بوضع برامج لتأهيل الكوادر العاملة في اقسام الطوارئ من طواقم طبية وتمريضية وحتى المراسلين والحرس وأن يستفيدوا من تجربة اقسام الطوارئ في مستشفى الجامعة الاردنية، ومدينة الحسين الطبية، والمستشفيات الخاصة حيث لم نسمع عن أية حالات اعتداء على الكوادر الطبية.