الأردن في قمة الكويت

أخبار البلد - د. مهند مبيضين

 

لم يخف الملك عبد الله الثاني رؤيته للمنطقة، ومآل الصراع فيها، ومخاوف المستقبل، كما أنه لم يترك مناسبة القمة العربية دون التنويه للتحديات التي تواجه الأردن في ظل الوضع الإقليمي المضطرب، وفي قطر كان هناك متابعة من قبل من رأيتهم لكلمة جلالة الملك، وهنا تظهر العديد من الأسئلة وراء ذلك الاهتمام.
فلم يخف الصديق الدكتور محمد المسفر قلقه ولم يكف عن الأسئلة، حول العلاقلات العربية في ظل ظرفها الراهن، ورؤية الاردن لها، وهو دوماً يدافع عن الأردن ومواقفه وتحدياته التي يواجهها، وهو يذكر بأن الخلاف الخليجي هو خلاف اشقاء وفي إطار البيت الواحد، وحين قال له الصديق الدكتور معاذ الحياري، نحن في الأردن يقول مثلنا الشعبي:» لا تحلف على زعل القرايب» رد المسفر بالقول أيضا، إن هناك مثلا خليجيا يقول: «الشيوخ بتعض بعضها بالشفاه» بمعنى أن الزعل والعتب يحدث، لكنه لا يرقى بين الكبار في النهاية لكسر العظم أو يصل لحد ان تغرز أسنان الأشقاء بلحمهم.
القطريون يسألون عن الموقف الأردني في الوضع الحالي للعلاقات العربية وبخاصة الخليجية، وكانت تصريحات الدكتور عبد الله النسور، بأن الأردن ينأى بنفسه عن الدخول بالخلافات الخليجية، جيدة بالنسبة إليهم، وعززت ثقة القطريين بأن الأردن ليس له أي شهوة بالخلاف، وهم يقدرون الموقف والدور الأردني في الوضع الراهن.
ايضا في الدوحة إدراك بأن الأردن له مصالح عميقة وطويلة وقوى عاملة كبيرة في دول الخليج الأخرى التي هي اليوم تختلف مع قطر، ومهما كانت حميمية العلاقات بين الاردن وقطر فلن يكون هناك حجم قوى عاملة ودعم اقتصادي بالحجم الذي توفره المملكة العربية السعودية أو الإمارات والكويت للاردن. لكن هذا لا يمنع من تفعيل العلاقة اكثر بين البلدين وبالبناء على الانفتاح الذي تم مؤخرا والتحسن في العلاقات القطرية الأردنية منذ تسلم الأمير تميم سلطاته.
بتفحص خطابات القمة يلاحظ المتابع حجم التحفظ على ملف العلاقات الخليجية والرغبة بترحيله لما بعد القمة تشف عن أن الأشقاء يريدون جلسة خاصة لحسم أمورهم وهذا حق لهم، والصورة التي تصدرت صحيفة الشرق القطرية يوم أمس الاربعاء وفيها يظهر الشيخ والامير صباح الأحمد متوسطا الأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير تميم بن حمد وممسكاً بيدي الجارين الشقيقين، كانت كافية لتعبر عن مدى الصلات بين الأطراف الثلاثة الذين تحكمهم وشائج التاريخ والأصل المشترك والمصير.
مشكلة الخليج كما عبر محللون، تكمن في تدخل دول غير عربية في التأثير على مجريات السياسة والتحالف والمواقف، والمشكلة التي لا مفر منها تظل ايران وتهديداتها للجميع، وللأسف ثمة نخب في بعض الدول العربية تروج للتحالف مع ايران او التماهي معها والتحالف، وهذا يعد عنصرَ تهديد للأمن القومي الخليج والعربي بشكل عام.
الأردن في المحلصلة واضح، ومنذ العام 1990 طالب بأن تحل مشاكل المنطقة في إطار البيت العربي، وألا تتدخل اطراف خارجية، وقد دفع الاردن ضريبة كثيرة على مواقفه التي اتخذها، وللأردن في النهاية مصالح ورؤى تحكم علاقاته، لكن همومه تظل عربية وتظل النظرة للخليج العربي على أنه أخ واحد ويجب ان يبقى قوياً ومنيعاً.