كانت جمرةٌ في موقدي ليلة ..!



نقرأ في كتب الأدب العربي أخبار العُشاق وقصصهم وحكاياتهم ، فكانت كلها قصصاً تضرب لنا مثلاً في الصدق والوفاء ..

لكن اليوم وفي زماننا هذا ، فقد تقلص الصدق من قلوب الناس وغادرها ، وهذا مصداق قول نبينا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما زال الخلق يتناقص .. ).

لقد أدمنت النظر في قراءة كتب الأدب ، أجد في ذلك زكاوة لو عرفها العُشاق لفارقوا ما عشقوا ، وجاءوا يركضون نحو كتب الأدب العربي ففيها : الأنيس والصاحب الوافي ، لا يجرحك الكتاب ولا يؤذي مشاعرك ..

فقط أعطي الكتاب ليلة من وقتك ..!.

كثير من الناس يتمنون أن يعشقوا عشقاً صادقاً كعشق أجدادنا الأوائل ، وهذا ما كنت أتمناه وما يتمناه غيري !! .

لكن لا تتعب نفسك بالتماني فقد فسدت قلوب الناس وصارت مجمع للكذب وقلة الوفاء والعهود ..

وكما قال الشاعر كعب بن زهير :

فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليلُ !!


كم عشنا مع الحُب ليالٍ طوال ، أحلامنا هي أحلام عُشاق ... لكن صدق المشاعر تُغتصب وتُنتهك من أصحاب القلوب التي عشش فيها الكذب وغادرها الوفاء ...

يا ويل من كان قلبه أنقى من الغيمة ووقع مع هذه القلوب التي لا تعرف الصدق ..


في إحدى الليالي حاولت أن أواكب الناس وأعشق .!! .. فتركت معشوقي الكتاب وذهبت أبحث عن معشوقتي من البشر !! .

صارت معشوقتي مكتبتي تعلوها الغبار حين فارقتها ، وذهبت إلى معشوقة لي من البشر !! .. وقعت في الغرام والحُب وما هي إلا ليلة حتى فارقتني .. !! .. لم أدرِ أنها كانت شيطانة في جثمان إمرأة ، لا تعرف صدق المحبة ولا صيانة العشرة ولا الوفاء بالعهد ..! .

لمت نفسي كثيراً ، لمنا قلوبنا التي هي أنقى من الغيمة وأطهر من الماء ، صار الحُب في هذا الزمان ماصخاً ينضح بالكذب والعهر ..!.

صدقاً كانت جمرة في موقدي ليلةٌ .... اواااااه على من يحملون قلوباً لا تعرف الهوى وصدقه ..

وقد قال أهل الأدب : أن الحُب رقةٌ في المشاعر ودلالة حلاوة القلب ، لكن من كذب في الحب وخان مبادئه فهذه من أبشع القلوب وأحقرها ..


رجعت إلى معشوقتي ـ مكتبتي ـ أذرف دموعي على فراقي لهم ... حضنت كتبي .. وبدأت مع مكتبتي ليلة أفضفض لكتابي ... وبدأ الكتاب يواسيني بقصصه وحكاياته ...

كانت جمرةٌ في موقدي ليلة ..

يزيد أبوتايه ..