انتخابات المعلمين .. وتحديات المرحلة



لعل المرحلة القادمة المقبل عليها المعلمين في تجربتهم الانتخابية الديمقراطية الثانية تمثل استحقاقاً يبشر باستمرارية حياة مجتمع التربية والتعليم .. حفاظاً على العدالة وحق المعلمين في حياة ديمقراطية نقابية نشطة تشكل ملاذاً لهم في مجالات عملهم في القطاعين العام والخاص. ضمن مرجعيه نقابية تبقى تدافع عن حقوقهم وتسعى لتحسين أوضاعهم.بعيدا عن التسييس أو أية تداخلات .. فالمعلمون يشكلون زخما هائلا من المجتمع المدني الأردني.. والحياة النقابية بالنسبة لهم مدرسة للتمرس بالديمقراطية عن طريق الحوار واتخاذ القرارات والتصويت الحر واختيار القيادات والدفاع عن مكاسبهم ..وهذه هي العدالة الاجتماعية ..في وطن حر تسوده علاقات التعامل الدستورية بين كافة الأطراف .

إن الاستحقاق الانتخابي للمعلمين يوم غد هو حق مستحق لكل فرد منهم .. اذ يجب ان يتولد لدى الجميع القناعة الراسخة أن ذلك حق إنساني مستحق ومشروع لجميع مكونات مجتمع المعلمين والمعلمات .. بل ولجميع أفراد مجتمع التربية والتعليم .. ولذلك فان الصوت الذي سيعطيه المعلم صوت غالٍ وأمانه كبيرة يجب أن يمنحه لمن يستحق .. بل أفضلهم وأخيرهم .. وبذلك لا نريد لهذا الاستحقاق ان يخرج عن صورته المؤملة أو أن يكون تجسيدا لأيه شللية .. أو فئوية أو كما يعتقد البعض يانصيباً خيريا يكسبنا الربح . . او تشجيعا منا لفريق يلعب مباراة في كرة القدم أو حتى عملية قياس لأراء مجتمع التربية والتعليم أو أفراد تكويناته.. لنرصد بعد ذلك دراسات الاستطلاعات التي تأتي غالبا محققة للآمال أو محبطة لها !! بل نريدها تعبير حر عمّا يجول في خاطر كل معلم ومعلمة من أفكار وتوجهات.. فعند هذه اللحظة : على الجميع تحمل مسؤولياتهم كاملة لإنجاحها وإظهار صوره كياننا التربوي وصورة الأردن الديمقراطي الحر وفق رؤى راقية متطورة
.
وبنظرة شموليه منصفة لمجريات المرحلة .. نستعرض من خلالها الكثير من الشعارات التي رفعها الزملاء المرشحين .. والتي لا نريدها أن تنصب في القضايا الهامشية بعيداً عن هموم المعلمين وآمالهم وتطلعاتهم.. أو حلولاً مخدرة مؤقتة للمشكلات والقضايا التي تخصهم.. وبنفس الوقت فإننا نبغض تهويل وتضخيم بعض القضايا التي لا تسمن ولا تغني من جوع .. فلا نريد أن يؤخذ على البعض ممارسات لا تتبع أصول العمل النقابي .. بعيدة عما ينسجم وطموحات معلمينا ؟ فالإصلاح العام والشامل لحال المعلم من أهم الأولويات التي يجب أن يوضع في أجندة النقابة ....

إننا نعي تماما أن المسؤولية كبيرة والأعباء جسيمة فمن يعول عليهم قيادة المرحلة المقبلة يجب أن يكونوا متسلحين بالمعرفة والجرأة ومتشبعين بروح وقيم الدين والوطن والأمانة.. لتحمل مجمل أعباء وتبعات المسؤولية بكل إرهاصاتها... فالتمثيل يحتاج إلى القدرة والكفاءة والمسؤولية في التشارك ومواجهة الأعباء.. خاصة المرحلة التكميلية .. ولهذا فإن المرحلة المقبلة لابد أن تمثل فرصة جديدة لنا نحن المعلمين الناخبين لمراجعة الذات وإحداث طفرة نوعية تفرز ممثلين قادرين على توليها بكل جرأة وموضوعية . فذلك ليس بالأمر اليسير وخاصة في الجانب المتعلق بالعملية التعليمية بكافة عناصرها ..

وبذلك فان الشريحة الكبيرة من الزملاء المعلمين الناخبين وحدهم الذين يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية .. لان اختيارهم لممثليهم يجب أن يتم بناءً على معايير واستحقاقات هامة.. تشكل قاعدة لفرز ممثلين لكافة فئات وشرائح المجتمع التربوي.. بمختلف أطيافه متأملين في أن يكون صوتهم مسموعاً.. فالمرحلة القادمة هي فرصة لهم لمراجعة الذات.. وتأمل الدورة الاولى ومراجعتها .. والتحلي بروح المسؤولية فالنقابة هي العضد والسند للجميع فلا نريد لأحد أن يحقق أي مآرب أو هدف بعيدا عن احتياجات المعلمين وهمومهم وقضاياهم .. وبذلك يتوجب على الزملاء المرشحين الممثلين المنتظرين كبح جماح أية مغريات .. والابتعاد عن تحقيق أية مصالح أو مآرب شخصية على حساب مصلحة زملائهم .. ليكونوا جديرين ومخلصين في أحداث تغيير واقعي وملموس صادقين في طروحاتهم عبر وعودهم ضمن برامجهم الانتخابية .. لتحقيق المزيد من الانجازات والمكتسبات.والعمل بكل همة وإخلاص لتحقيق الغايات المرجوة .

لذلك ندعو الجميع للمشاركة الفاعلة فالصوت الحر يساعد في بناء غد مشرق ضمن منظومة من القواعد التي تكون منطلقا لحياة كريمة أمنه .. مدركين أن المعلم لا يداويه الكلام المعسول ولا تطيب خاطره الوعود.. فقط ينتظر من ممثليه المنتظرين تحقيق حـُلمه في الحياة الفضلى الكريمة له ولأسرته ولابناءه من بعدة .. تجسيداً لرؤى حياة عصرية راقية ..فهو المؤمن إيمانا عميقاً راسخا متجذرا أن لا سبيل إلى العيش الكريم إلا بالمكاشفة والشفافية والحوار. وفق منهجيه يتم من خلالها تحقيق العدالة واحترام الكفاءة.. وترسيخ ثقافة الشراكة في تحمل المسؤولية .. كلٌ من موقعه .. فا زالت التحديات أمامنا كبيرة والظروف تحتاج منا الوقفة .. فبعون الله سنكون قادرون على مواجهتها بهمة الأخيار من هذا النسيج المتآلف والمتعاضد ليبقى الأردن دوماً.. قوي بأهله ورجالاته الغر الميامين

وكل عام وانتم بألف خير زملائي الكرام .. ودمتم حماة لإنسان هذا الوطن الغالي ..

مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه