الحقوق تنتزع ولا تستجدى فأفيقوا أيها الإصلاحيون


أخبار البلد - د. أنيس الخصاونة

بعض النخب الأردنية المثقفة تطالب بالإصلاح وهي جاثمة تحت أقدام النظام، فأي نظام أبله في الدنيا سيصغي لهؤلاء؟! قولوا لي بربكم هل الإصلاح منحة من الحاكم أم حق يكتسب بقوة الجماهير وإصرارهم على الحرية؟
لا تنصتوا أيها الأردنيون للكثير من نخبكم، فقد أنصتنا للروابدة، وللكثيرين منهم، ممن تسلموا مناصب رفيعة في الدولة، وكثير من الاطباء واساتذة الجامعات والنواب والمستشارين ولكنهم لم يصدقونا ولم يصدقوا الله قبلنا بما كانوا يعلنون ويفصحون. مصالح القائمين على النظام تتناقض مع مصالح الجماهير التي تطلب سحب صلاحيات الحكام لصالح المحكومين.
بعض الإصلاحيين ينتظرون الإصلاح أن يأتي اليهم سعيا جاهزا ومطأطئا رأسه، ويعتبرون مواجهة النظام بمطالب الجماهير الإصلاحية بقوة وصلابة هو خطر على الأردن، ويدعون الى العقلانية والاتزان والوحدة الوطنية والمرونة والتدرج في الإصلاح، وكأني بهم يريدون أن يحرموا المريض من العلاج الشافي خوفا من أن يقتله هذا البلسم؟ غريب والله هذه المسميات العديدة للخوف الذي يسكن صدور هؤلاء الإخوة الذين أصبحوا مأسورين لمخاوفهم التي زرعها النظام فيهم.
نقول لهؤلاء النفر من الإصلاحيين نقدر لكم مشاعركم، ولكن اذا كنتم غير قادرين على الانتصار على مخاوفكم والمخاطرة براحتكم فهناك إصلاحيون مستعدون لهذا المسعى النبيل المبارك، وإن أردتم فاقعدوا مع القاعدين ولا ضير عليكم، وقد صدق الشاعر عندما قال: ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر. نعم أيها الإصلاحيون نقول ونكرر لا تخدعوا أنفسكم؛ فالحقوق تكتسب ولا تمنح؛ هكذا علمنا التاريخ...