تعيش الحكومة ويحيا الرئيس
وسط ذهول شديد للشارع الأردني الذي أثقلت مسامعه بالتهديد والوعيد من قبل طائفة من النواب من طراز فريد! أشهرت كامل أسلحتها لاقتناص فرصة تاريخية لإسقاط الحكومة اذا ما أصرت على لاءاتها الثلاث؛ المتمثلة بلا لالغاء معاهدة وادي عربة، ولا لطرد السفير الاسرائيلي، ولا لإخراج الدقامسة من السجن.
حتى خيل للكثير منا ان الحكومة تعاني سكرات الموت، وان ساعة رحيلها قد أزفت، لكن زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا، ففي اليوم الموعود طاشت سهامهم وتبخرت تهديداتهم؛ الأمر الذي مكن الرئيس ان يحثو التراب بوجه هؤلاء النواب الذين قزمت قاماتهم لعدم استساغتهم حليب السباع، فعبرت الحكومة أجواء الثقة آمنة مطمئنة غير آبهة باسلحتهم؛ لمعرفتها المسبقة انها القاهر والظافر، لتحل النكسة تلو النكسة على رأس مجلس النواب وهيبته التي تودع منها، وليحل طائر الشؤم على رؤوسهم.
وقد اعتاد شعبنا كلما ادلهمت الامور ان يرى نوابنا كأن على رؤوسهم الطير، تأكلهم عيون الحكومة فيصبحوا شهود زور على الحياه الديمقراطية والقضايا المفصلية، ويقولون ما يملى عليهم كما تقول الببغاء، لقد شكلت حادثة مقتل المواطن زعيتر طعنة نجلاء في قلب الكرامة الأردنية، وعلى مقربة من الكرامة الخالدة المسجلة باحرف من نور على جبين الامة، كان السلاح حينها بأوج صحوته والضمير في غاية حضوره والبندقية باتجاه العدو، والبوصلة لا تؤشر للعدو كصديق.
إنه زمن العزة يا من قبلتم ان القاتل مجنون، فقد قبل مجلسكم ذلك ضمناً عندما صوت لصالح الثقة بالحكومة؛ مقدماً صورة ولا أبهت، ومؤكداً ان هذا المجلس لا يمت بصلة لأي طروحات سياسية، بل هو مجلس هتيفة بئيس يهتف تعيش الحكومة ويحيا الرئيس.
كيف لا وهم الأبناء النجباء لقانون الصوت الواحد الحكومي، الذي يحرم على المجلس الخروج من دائرة التبعية، وقد غلت يداه وصودرت ارادته فغدت الحياة الديمقراطية في الأردن أضيع من عقد على جيد خالصة، في ظل نواب اصبحوا آلات تحركهم اصابع الحكومة يوماً ثم تنكسر، يا من كسرتم قلوب من تمثلون بمواقفكم الباعثة على الاسى والاحباط، تقطركم قاطرة الحكومة انّى شاءت والى حيث ألقت غير مأسوف على كليكما؛ فكلاكما وجهان لعملة ليست بمرمانا.