الاصلاح الحقيقي لا يكمل في الخطابات بالولاء فقط
بالفعل فقد آن آوان التغيير في سياسات الحكم التي تمسك بزمام السلطة ، فهي تنشد علينا في كل حين بدعمها اللامحدود للمواطن وصون حقوقه إلا أن الأمر لا يعدو مجرد قول تتناقله وسائل الإعلام الحكومية وأتباعها لتزينها بالمديح والإطراء على مجرد كلام لا أكثر من ذلك ، وقد كانت تجربة تونس العظيمة لهي خير دليل على ان المديح والولاء مجرد شعارات رنانة تنتهي بكل سهولة عندما تنقلب الأمور على رأس السلطة .
أرهقت الأسماع والأعين في كل زمان ومكان بالبيعة والولاء لمركز الحكم من أناس بعضهم نكن لهم كل الإحترام والتقدير والبعض الآخر يتاجرون بالوطنية والولاء بالكلام والصراخ فقط ، أهذا ما يستحقه الوطن من أبناءه ؟
ألم يكن من الأجدى أن تصان ثروات الوطن ومنجزاته بأيدي أبناءه دون أن يمن طرف على الأخر بما صنع ؟؟ ألسنا من صنعنا دولة بلا أي مقومات ، فثروتنا العزة والكبرياء والشموخ الذي لا يلين ولا يقبل أن يبقى رهين الخطابات والدعوات للإصلاح والتغيير ، إلى متى سنبقى على هذا النهج ؟
عن أي إصلاح وتغيير تؤكدون والديمقراطية في بلدنا حبر على ورق يا سادة ، حكومات معينة ومورثة من الجد الى الابن وإلى الحفيد من بعده وهكذا ، وتطرب الآذان بانها حكومة وطن بجميع أطيافه !! أهذا قول مقنع ؟ بالفعل لا ولا داعي للخوف والرهبة بعد الأن إن كان الفرد منا يحب وطنه بحق فليقل الحقيقة ولا يخفيها لأن المصداقية ستبني الوطن بكل عزم وثبات دون أن نترك للفاسدين والمجددين التابعين ثغرة تتاح لأقدامهم البليدة .
عن أي إصلاح وسياسة جديدة والنظرية الأمنية ما زالت قائمة في عقول الكثيرين ، فلا حقوق منصفة للعمال وها هم يعتصمون في كل حين ، والمعلمون نالهم من السخط والتجبر ما تشمئز له الأبدان لمجرد طلبهم صون حقوقهم ورد الإعتبار للمعلم في هذا الوطن ، هل من المعقول أن تصبح مطالبته بالنقابة خطاً أحمر عند حكوماتنا المعينة ؟ لماذا ألهذه الدرجة تخشون يا ساستنا من تطوير هذه المهنة ؟ أتخشون أن يصبح المعلم فرداً ذو مكانة في مجتمعه ؟ أنا أجيبكم نعم وخشيتكم حجتها إصراركم وفق أجندات نعرفها وتعرفونها على بقاء المعلم مجرد فرد ممسوخ في المجتمع لأن راحته ستجعل منه قادراً على إنتاج جيل صادق في قوله لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يبايع إلا مصلحة أرضه وشعبه .
لا أمام هذا الوطن إلا قول واحد هو المطالبة بإلإصلاح المباشر لا الخطابات والشعارات التي تحتمل لغة الوعود ومصطلحات سوف وقريباً ونعدكم ....... مللنا منها كثيراً ، أقولها وبكل صراحة أمامنا حل واحد هو أن تصبح إدارة الحكومات في الأردن ممثلة لللشعب بصورة حقيقية لتكون على منهج ديمقراطي كما يقال من خلال صناديق الإقتراع التي ستفرز لنا حكومة من بطانة هذه الأمة وتدار الإنتخابات من طرف هيئة مستقلة محايدة تشجب التزوير والضغوط الأمنية على فلان و فلان وتمنع الدعم لإبن الباشا وإبن المعالي ولأصحاب الدولة الأعزاء الذين اصبحوا في زماننا هذا وبالتزكية المخجلة رؤساء لمجلس الأمة بين ليلة وضحاها ، وهذا دليل قاطع على أن الأمر مجرد منصب وكرسي يتراقصون ويدحرون كل من في طريقهم للجلوس عليه ، وبناءاً عليه تقلص صلاحيات رأس الدولة الرمز الذي يكن له شعبه كل حب وتقدير دون أن يزاود البعض على الآخر في حبهم له ، لأن الكارهون غير مدركين أن الخلل يكمن في البطانة والحاشية المحيطة لأنها هي من تخفي وتبطن وتصور الأمور الحقيقية بغير صورتها ، وليحذو حذو الحجاج المتجبر عندما وقف أمام من تم تنصيبه حاكماً عليه قائلاً إني لأرى رؤوساً قد أينعت وتجاوزت حدودها وآن الأوان لإجتثاثها ودحر أركانها لأن هذا الوطن عزيز علينا ولا نقبل للفوضى أن تعم فيه .