امانة عمان اغتالت الاشجار بالامس وتزرعها اليوم !

تنوي أمانة عمان الكبرى القيام بزراعة مليون شجرة في العاصمة، لزيادة جمالها. الخطوة بحد ذاتها رائعة، ولا غبار عليها، كونها ذو أثر ايجابي، المشروع يأتي احتفالاً بفعاليات " أمنا عمان ” والتي تشمل تشجير العديد من الأماكن في العاصمة، بهدف زيادة الرقعة الخضراء.
الفعاليات هذه بشراكة مع مبادرة المهندس عماد الدباس " فلنزرع بلدنا معاً ” لتعويض الخسائر التي خلفتها العاصفة الثلجية أليكسا.

من جانبة أكد أمين عمان عقل البلتاجي : " إن الامانة سبّاقة في تبني المبادرات والاعمال التطوعية التي يطلقها المجتمع المحلي والقطاع الخاص ضمن محور المسؤولية الإجتماعية ، والتي تهدف إلى تجميل المدن والحفاظ على البيئة وزيادة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر في المملكة”.

بدوره، ثمن مطلق المبادرة المهندس عماد الدباس كافة الجهود التي تلتقي في إضفاء مساحات حضراء في أرجاء الوطن ، معرباً عن شكره للأمانة، لتبنيها المبادرة ودعمها.

لكن كما هي العادة، لا أحد يطرح الأسئلة، خصوصاً عند طرح مثل هذه المباردات، وتبنيها من قبل بعض المؤسسات، وكأن الشعب فاقداً للذاكرة.

قبل ٦ سنوات، أي في عام ٢٠٠٩ قامت الأمانة بخلع عشرات الألف من الأشجار التي تزين أرصفة الشوارع - الزيتون تحديداً – حجتها في ذلك انحصرت ما بين إعادة تأهيل الأرصفة، ما يتطلب نقل الأشجار إلى أماكن ملائمة لها أكثر من الأرصفة، إلى جانب التخلص منها لأثارها الصحية السلبية على صحة المواطنين، فغبار الأشجار تسبب الحساسية للمواطنين !


القرار، كلف خزينة الدولة الألف الدنانير، كما رافقة رفض شعبي كبير، جراء عدم إقنتاع المواطنين بحجج الأمانة.

طبق القرار بحذافيره، وعرت ارصفة عمان عن بكرة أبيها، واسقطت أحد أهم الميزات الجمالية للمدينة، ازالة الاشجار أنذاك لم يرافقها إعادة تأهيل الأرصفة، كما روج القائمين على القرار.

وعليه، هل من المعقول أن تخلع الشجرة اليوم، وتزرع بعد أسبوع، وهل من المنطق أن تتحمل خزينة الدولة تكلفة، قصور وفشل أفكار بعض المسؤولين في الأمانة.

إن غياب الدراسات والبرامج الحقيقية التخصصية الحقيقية عن قرارات و مشاريع أمانة عمان، وبقاءها رهينة لعدم الاختصاص وللعواطف، والمصالح الشخصية، والشلليلة والمحسوبية، حتماً يقود إلى تحميل الخزينة مالا تحتمل.

وبعد ذلك يسألونك، لماذا فشلت أمانة عمان، ولماذا تكاثرت ملفات الفساد في قبلها، ولماذا ازدات مديونيتها ؟

خالد عياصرة