عبدالله بن زايد ... مهندس انجازات الخارجية الاماراتية .



من حق اي دولة في العالم الحفاظ على مصالحها والسعي على الصعيد الدولي للقيام بذلك , فالسياسة الخارجية هي اي فعل او سلوك تقوم به الدولة بصورة مقصودة وهادفة للتعبير عن مواقفها وتحقيق اهدافها في البيئة الخارجية .

لقد دأبت دولة الامارات العربية المتحدة منذ نشأتها على تقديم نموذج فريد للسياسة الخارجية يقوم على الوسطية والحداثة المقرونة بالتوازن والاعتدال . ولا ننسى ان سمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان - طيب الله ثراه - اسس هذه الدولة على تلك الرؤية الحكيمة التي كرسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة - حفظه الله - وجعلها نهجا ثابتا للسياسة الخارجية الاماراتية .

لقد ابدع وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في قيادته لدفة الخارجية الاماراتية واثبت انه ربان ماهر يقود سفينة الخارجية عبر بحر متلاطم الامواج , هادئ احيانا وهائج في الغالب , لكن سموه بعون الله يصل بالسفينة الى بر الامان , بل انه - فوق ذلك ايضا - عبر وزارته يحقق الانجاز تلو الانجاز وبطريقة تنم عن حنكة ودراية ورصانة .

تشنفت اذاننا بسماع خبر الغاء تأشيرة ( الشنجن ) الاوروبية مما يتيح للاماراتيين دخول اوروبا والتجول في جميع دولها دون الحاجة للتأشيرة المذكورة , وهو انجاز هام للسياسة الخارجية الاماراتية لا يعرف اهميته الا من يحتاج للسفر وبشكل متكرر , خاصة ان التعاون مع الغرب اصبح ضرورة هذه الايام ولا غنى عنه في ظل العولمة , مع الاشارة الى ان الامارات العربية المتحدة اصبحت الان الدولة العربية الوحيدة التي يستطيع مواطنيها الذهاب لاوروبا دون تأشيرة , وهذه الخطوة في عرف السياسيين هي سبق ديبلوماسي ونجاح سياسي اقتصادي لوزارة الخارجية الاماراتية , ولا يفوتنا التنويه بالنجاح الاخر الذي يستفيد منه ليس الاماراتيين فحسب بل كل من رغب بالسفر الى الولايات المتحدة عبر مطاري ابو ظبي او دبي حيث تم افتتاح مكتب امريكي للتخليص الجمركي للمسافرين الى الولايات المتحدة ليريح المسافرين من الجهد والعناء واستنزاف الوقت في المطارات الامريكية , علما بأن المكتب هو الوحيد من نوعه في العام العربي .

نجاحات متلاحقة ليس اخرها الانفتاح على القارة الاسيوية , فالتغطية الشمولية للسياسة الخارجية والالتفات نحو اسيا والتعامل مع العديد من القوى المؤثرة دوليا , يوفر للامارات المقدرة على مواجهة الضغوط الصادرة عن اكثر من طرف دولي بحيث يوفر التنويع في العلاقات الدولية غطاءواقيا لكثير من الصدمات ويقلل من اعتمادية الدول على دول اخرى بهدف الحفاظ على استقلالية صناعةالقرار في اي دولة .

لقد نجح سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية الاماراتي بتحقيق الانجازات برؤيته الثاقبة وبتوجيه من سمو رئيس الدولة حفظه الله , الذي يتغنى به العرب في اوطانهم بقولهم : كلنا ... خليفة .

** فراس الحمد - كاتب وباحث
21-3-2014
farsounifiras@yahoo.com