يا طالب الدبس من ..... النمس .!!



كانت والدتي رحمها وهي تستمع إلى زعماء مرحلتها من الأعاريب وهم يعدون بتحرير فلسطين ويتوعَّدون برمي اليهود في البحر لتتغذى بهم أسماكه تخبط كفاً بكف ٍ وهي تـُتمتم بمثلنا الشعبي : ( يا طالب الدبس من ..... النمس ) .
اجزم أن غالبية شعبنا الذكي من الرمثا إلى العقبة ومن الأغوار إلى الإجفور فعلوا مثل ما كانت تفعل والدتي رحمها الله ، خبطوا كفاً بكف ٍ وتمتموا مثلما تمتمت : ( يا طالب الدبس من ..... النمس ) وهم يُتابعون عنتريات نواب قانون الصوت الواحد وهم يتوعَّدون ويتهدَّدون حكومة الدكتور عبد الله النسور بحجب الثقة عنها إذا لم تطرد سفير الصهاينة وتستدعي سفيرنا في الكيان المُغتصب وتفرج عن البطل أحمد الدقامسة وتلغي معاهدة وادي عربه ، وكان نوَّاب قانون الصوت الواحد عند ( سوء ظن ) شعبنا بهم ، فبلعوا تهديداتهم ، بل أعطوا حكومة النسور ثقة جديدة بواحد وثمانين صوتا ( يا لعاركم ) .
في قصصنا الشعبي نقرأ قصة كبير البلد الذي اشترى فيلاً وتركه يرتع في شوارع البلد ، يُحطـِّـم هنا وهناك دون حسيب أو رقيب ، فتصايح أهل البلد ، وشربوا حليب السباع ، وأنطلقوا نحو قصر الكبير ليطالبوه بكف شرِّ فيله عنهم ، فلما وصلوا باب دار الكبير إندسَّ بينهم زبانيته يهمسون في الآذان : كبيركم يقول لكم إنطمـُّـوا ، خارت عزيمتهم وقاءوا حليب السباع الذي كرعوه ، فلما مثلوا بين يدي الكبير طلبوا منه أن يأتي لهم بفيل ثانٍ حتى لا يبقى الفيل الأول وحيدا ..!!
أليس ذلك ما فعله نوَّاب الصوت الواحد بالضبط .؟