اطلبوا النواب ولو من الصين!!

اخبار البلد - رياض النوافعة
ليس غريباً أن نجد يوماً أن أحد المواطنين المسحوقين معيشياً ومعنوياً يرفع يافطة بيضاء مكتوب في ثناياها الشعب يريد نواباً من الصين احتجاجاً على أداء مجلس نوابنا الموقر، الذي يبدو أنه غادر الساحة التشريعية مبكراً بلا رجعة وبخاصة بعد مغازلتهم للحكومة وأركانها على حساب من بايعوهم لإيصال صوتهم لأصحاب القرار السياسيّ والاقتصاديّ الذي يبدو أنه لم يعد مسموعاً حالياً في عهد حكومات اتخذت من قوت الشعب ذريعة لترميم ميزانيات الدولة التي أرهقتها السياسات الخاطئة والقرارات المتسرعة، ومن سياساتها الخارجية سبباً لقطف ثمار المنح اليانعة التي تتساقط رويداً على محافظات الوطن.

فراهن المواطن الأردني كالعادة على كرامته التي لم تهتزّ يوما وأن المساس بها خط أحمر يعاقب كل من يقترب منها؛ لأنها آخر معاقل الأردنيون الحصين بعدما تعايشوا مع حياة الضنك والفقر والبطالة في سنوات وصفت بأنها الأصعب على الطبقات المسحوقة من الشعب الأردني، نظراً للمحيط العربيّ المضطرب الذي كلّفنا المزيد من سياسات شدّ الأحزمة الذي يأمل المواطن في القريب أن تغادر الأزمة مكانها، ونعود مجدداً للبحث عن آمال في حياة كريمة مستقبلًا.

ولكن هيهات أن يتحقق ذلك ونحن نشاهد حرب بعض ممثليّ السفارات المستعرة ضد مواطنينا، فأحيانا يهان مواطناً في مناسبات السفارات واحتفالاتها، وآخر يهان على صفحات التواصل الاجتماعيّ فضلاً عن بيانات إعلام السفارات بأشدّ العبارات قساوة حتى طالت نيرانها بعض نوابنا، فانتهت الحلقة باغتيال مواطن أردنيّ على أرض فلسطين بدم بارد من عدوّ متغطرس غرب النهر يسحق كل زائر محبّ لوطنه ومقدساته.

في الصين النائب فيها يمتلك قرارات رقابية صارمة على كل من يحاول إضعاف البلد إمّا بإشهار القوانين الضعيفة التي تساعد على الفساد، أو بقرارات تعطّل الحياة الاقتصادية عن طريق مشاريع تنموية فاشلة، فالمجلس عندهم حاميّ الدّستور من تغول السلطات النافذة عليه، يصوتون على قرارات مصيرية سواء كانت سياسية أو اقتصادية بكل مسؤولية بحيث لا يخضع النائب لإغراءات الدولة وهدياها؛ لأنهم يبحثون عن هدف واحد ألا هو الارتقاء بدولتهم إلى مصاف الدول الكبرى وهذا ما حصل فعلاً.


والمصيبة أن نوابنا هم الأكثر ترحالاً إلى بلاد العالم للتعرف على التجارب الديمقراطية الرائدة والتعلّم من الخبرات البرلمانية الناجحة وكيف أن النائب هناك لا يمتلك شيئاً لا سيارة ولا قصراً لا ما ندر لا بل يمتلك غيرة على وطنه لكي تبقى في العلياء، بينما البعض هنا يبحث عن مناصب دنيوية وحياة مخملية مازال المواطن يدفع ثمنها غالياً.